علاقات جيدة بين سلطنة عمان وايران في خليج مضطرب
06-04-2015 09:55 PM
عمون - (أ ف ب) -تلعب سلطنة عمان دورا فريدا في منطقة الخليج العربية نظرا لعلاقاتها الجيدة مع ايران التي يفصلها عنها مضيق هرمز الامر الذي قد يسمح لها بالتوسط في الازمة اليمنية.
وتقيم السلطنة مع ايران علاقات مميزة تفتقد اليها باقي الدول العربية الخليجية التي تحكمها سلالات من الطائفة السنية تعتبر، على غرار السعودية، جمهورية ايران الاسلامية الشيعية المذهب خصمها الرئيسي في المنطقة وتخوض معها حرب نفوذ في سوريا والعراق امتدت اخيرا الى اليمن.
ولا تشارك سلطنة عمان في العملية العسكرية التي يشنها التحالف العربي بقيادة الرياض في اليمن والتي اعتبرتها ايران "خطرة" ما ادى الى زيادة التوتر في المنطقة.
واكدت وسائل اعلام ايرانية ان طهران طلبت مساعدة السلطنة من اجل وقف "فوري" لضربات التحالف الذي يستهدف المتمردين الحوثيين الشيعة الذين تدعمهم ايران.
وتثير العلاقات بين مسقط وطهران في بعض الاحيان غضب الدول الخمس الاخرى في مجلس التعاون الخليجي لكن بامكان عمان ان تكون وسيطا مهما مع ايران بالنسبة لجاراتها من الدول العربية او الغرب، بحسب عدد من الخبراء.
كما تحظى مسقط بثقة الولايات المتحدة التي ترتبط معها باتفاقات عسكرية.
وقال كريستيان كوتس خبير شؤون الشرق الاوسط في جامعة رايس الاميركية ان "كل تحسن في العلاقات قد يؤدي الى تحفيز الثقة للمساعدة في التغلب على سنوات من انعدامها بين دول مجلس التعاون الخليجي وايران".
وهذه السمعة الحسنة على الصعيد الدولي كانت مفيدة دبلوماسيا في مرات عدة.
وبعد توقيع الاتفاق حول النووي الايراني بين طهران والقوى الكبرى، اشاد وزير الخارجية الاميركي جون كيري بسلطنة عمان نظرا "لدورها المهم في اطلاق المحادثات". فالادراة الاميركية ابدت بشكل سري رغبتها في بدء حوار في السلطنة مع ايران العام 2011.
كما لعبت مسقط دور الوسيط بين طهران وواشنطن للافراج عن معتقلين بينهم ثلاثة شبان اميركيين اعتقلتهم ايران في 2009 وايرانية افرجت عنها واشنطن في 2012.
ويحرص السلطان قابوس بن سعيد الذي يحكم عمان منذ 1970 على اقامة علاقات جيدة مع ايران لان "الجار لن يبتعد ابدا" وفقا لاستاذ التاريخ في جامعة السلطان قابوس والخبير في العلاقات بين البلدين محمد سعد المقدم.
يذكر ان ايران ساعدت السلطنة مطلع سبعينات القرن الماضي بارسالها قوات شاركت في قمع تمرد الانفصاليين في اقليم ظفار.
وبالامكان تفسير هذا التقارب جزئيا بواقع ان غالبية العمانيين تتبع المذهب الاباضي الامر الذي يسمح لعمان بتخطي المسالة السنية الشيعية التي تؤثر في سياسة دول اخرى في المنطقة.
لكن التبادل التجاري يغذي العلاقات وخصوصا في ظل ارتفاع حجمها في العامين الاخيرين من نحو 200 مليون دولار الى اكثر من مليار، بحسب سفير ايران لدى السلطنة اكبر سيبويه.
واضاف السفير "نتوقع ان تتطور العلاقات التجارية بشكل قوي في 2015" مشيرا الى توقيع العديد من العقود في الفترة المنصرمة.
وقد اتفق البلدان العام الماضي على تشييد خط انابيب تحت المياه لنقل الغاز الايراني الى مدينة صحار العمانية حيث سيتم تصدير غالبية الكميات باتجاه دول اسيوية.
كما تنوي ايران تشييد مستشفى وادارته بسعة 400 سرير بقيمة 1,5 مليار دولار في بركاء قرب مسقط، وفقا للسفير.
الى ذلك، تشهد تجارة البضائع المهربة نموا مضطردا مع زوراق سريعة تعبر بين ضفتي البلدين في مضيق هرمز.
من جهته، قال كريستوفر دايفدسون استاذ الشرق الاوسط في جامعة دورهام "من صالح مسقط ترسيخ العلاقات مع ايران" مضيفا ان بامكان طهران ان "تعرض المزيد من التعاون في مجال الدفاع لان البلدين" يتشاركان المصالح ذاتها في مضيق هرمز الذي ينتقل عبره جزء كبير من انتاج النفط الخام في الشرق الاوسط.
كما ان هذه العلاقات المميزة قد تستفيد منها الدول الخليجية الاخرى على المدى الطويل لان "ايران تشكل سوقا اقليمية كبيرة لم يتم استغلالها"، بحسب كريستيان كوتس.