الصحف اليومية ضرورة وطنية
عبدألله الزبون
06-04-2015 08:05 PM
إنه لمن المحزن أن تؤول أوضاع بعض الصحف اليومية إلى ما آلت اليه من تدهور في أوضاعها المالية ، بشكل أوصلها لاستجداء الحكومة والبرلمان الدعم والمؤازرة ؛ بل لنقل الإنقاذ .
وهنا يبرز تساؤل وهو في حال مدت الحكومة والبرلمان يد العون لهذه الصحف ، ما هو دورها المستقبلي الذي ستؤديه هذه الصحف ؟ بمعنى هل سيكون لها " عين " تراقب بها الحكومة بعد ذلك ؟ من مبدأ " أنه من العيب عضُ اليد التي مدت إليك بالخير "، أم أن هذه الصحف أصلا تعتبر ذلك من باب رد الجميل لما قدمته للحكومة والبرلمان مسبقاً ، حيث كانت في العامين الماضيين منبرا حكومياً وبرلمانياً بامتياز ؛ وهذا ليس بحاجة لتمعن حتى يلمسه القارئ لهذه الصحف التي وصل بها المآل إلى الانقلاب على دورها الرقابي بشكل جلي ".
تسابقت هذه الصحف في العامين الماضيين لخطب ود الحكومة ، مدافعة عن كل قرار حكومي أو برلماني ، حتى أصبح المواطن ينظر إليها على أنها صحف حكومية وبرلمانية بامتياز ، وقرارات رفع أسعار الوقود و إقرار التشريعات و غيرها خير شاهد على ذلك . كل ذلك ربما أفقد المواطن ثقته بهذه الصحف ، بعدما سحبتها الحكومة والبرلمان ، وللأسف دونما ثمن ظاهر للمواطن.
ليس خافيا على أحد ، وليس بحاجة لدراسة لنقرَ اليوم بأن المواطن الأردني بات يثق بخبر المواقع الالكترونية أكثر من خبر بعض الصحف اليومية ، بل أصبحت المواقع ملاذه للشكوى ، وبث الهم ، وإيصال وتلقي المعلومة ، وليس مرد ذلك لسرعة المواقع وآنيتها في النشر ، بل للأسباب أعلاه .
رغم هذا وذاك تبقى صحفنا اليومية لها المكانة في النفوس ، ولها الخصوصية الفنية التي تسهم في ديمومتها أو ببقائها على قيد الحياة ، وليست أي حياة بل حياة كريمة إذا ما تكيفت مع التطور السريع في عالم الاتصال والإعلام ، وتمسكت بثوابتها ودورها الحقيقي كواحدة من سلطات الدولة " الرقابية " ، فليس دائما التخلي عن الثوابت يكون السبيل الوحيد للبقاء .
وعلى الحكومة واجب تجاه هذه الصحف ، وليس من مصلحة أي طرف إضعاف الصحف اليومية أو إلغاء دورها ، فهي الذراع الرقابية للحكومية كما هي عليها ، وهي الرافعة الحقيقية لمساندة الحكومة في إيصال رسالتها وأهم الأدوات في بناء المنظومة القيميَة و بث الوعي الوطني بل إن الحاجة لثقة المواطن بهذه الصحف في هذه الأيام ضرورة في ظل جهود الدولة الرامية لتكريس جملة من الِأفكار والمفاهيم المتعلقة بالوعي المجتمعي حول محاربة التطرف والإرهاب و إيصال رسالة الإسلام السمحة ، و توجيه المواطنين للتفاعل مع المشاريع الوطنية والاستجابة لتوجهاتها السياسية ، ودعم خططها وبرامجها الاقتصادية والتنموية .
عبدألله الزبون