الإغلاق المبكر لمرافق سياحية
عصام قضماني
06-04-2015 05:56 PM
في الأخبار أن أمانة عمان الكبرى، ستحدد أيار المقبل ساعات دوام عند الساعة الثانية عشرة ليلا في الصيف والحادية عشرة ليلا في الشتاء لمهن قالت إنها تشكل «إزعاجا» للمواطنين في مناطق السكن وهي النوادي الليلية و»الكوفي شوبات» والمقاهي ومحلات تقديم الأرجيلة والكفتيريات ومحلات تقديم المشروبات الروحية وقاعات الأفراح وأضافت اليها «أعمال النجارة بكافة أشكالها!!».
إذا إتفقنا أن إنشاء هذه المرافق وسط المناطق السكنية خطأ , يجب أن لا ننسى أن من منحها رخصا للعمل في هذه المواقع هي الأمانة ذاتها , لكنها بدلا من الاعتراف بالخطا قررت معالجته بخطأ يصاحب بدء موسم الصيف السياحي.
علاوة على قصف عمر الموسم السياحي , هذا حظر تجوال بالمعنى الافتراضي , سيحول رواد هذه المواقع الترفيهية في غياب للبدائل الى إبتكار وسائل رديئة للتعويض مثل التجمع في الشوارع والطرقات و تحويل المنازل الى مقاه وبارات ومواقع للحفلات الخاصة , فما هي الحكمة؟.
هل سيشمل الاغلاق المبكر قاعات الأفراح في الفنادق وهي أيضا في مناطق سكنية وهل ستكون مقاهي منطقة العبدلي « السولدير» مستثناة لأنها بعيدة عن مناطق السكن ؟.
إن صح أن أمانة عمان تبني قراراتها على إستطلاعات غير علمية كأن تنشر على موقعها الالكتروني الذي لا يراه أو يشارك به سوى موظفيها أو على مواقع التواصل الاجتماعي سؤالا مثل « هل تؤيد الإغلاق المبكر للمقاهي وقاعات الأفراح منعا للإزعاج؟» فإن مثل هذه القرارات فاقدة للتأييد الجمعي.
كنت أظن أن لأمانة عمان واجبات ومهام أكبر يتعين عليها التصدي لها ليس من بينها الاغلاق المبكر لمهن الا إذا كانت تعد مثل هذه القرارات الثانوية كأولوية تتقدم على النظافة وتعبيد الشوارع المهترئة وتحسين الأرصفة وتنظيم السير ووسائط النقل وتجميل المدينة بنشر الحدائق والملاعب وتسهيل الاستثمارات بالافراج عن عشرات التراخيص للمجمعات التجارية والسكنية والمرافق السياحية وغيرها من الخدمات قبل أن تلتفت لقضايا كانت ولا تزال مسؤولة عن التجاوزات فيها سواء بغض الطرف أو بمنح تراخيص مخالفة بالواسطة والمحسوبية أو لأغراض مالية بحتة.
أذكر أن الاغلاق الكلي أو المبكر للمهن المذكورة كان مطلبا ملحا لنواب الحركة الاسلامية إبان كانوا أعضاء في مجلس النواب ولأسباب دينية صرفة بينما لم تستطع جماعة الاخوان المسلمين بكل ما أوتيت من قوة وضغط شعبي أن تظفر بمجرد مناقشة لهذا المطلب حتى في ظل ما سمي أنذاك بالربيع العربي والحراك.
"الراي"
qadmaniisam@yahoo.com