تضارب الصلاحيات بين الأمين ووزير التربية و التعليم
السفير الدكتور موفق العجلوني
06-04-2015 12:47 PM
بالرغم من العلاقة الوطيدة التي تربطني بمعالي امين العاصمة السيد عقل بلتاجي والتي تعود لسنوات خلت، ورغم انه استاذي واحمل شهادة الدبلوم في شؤون الطيران عام 1982 موشحة بتوقيعه الكريم، اضافة الى الاحترام والتقدير الذي اكنه لمعاليه، الا انني ارى ان معالي الامين قد تجاوز صلاحياته لا بل تعدى على معالي وزير التربية و التعليم والنائب الاول لدولة رئيس الوزراء الدكتور محمد الذنيبات، وبات على معالي الامين تقديم اعتذار شديد الى معاليه وان يقوم بسحب كافة الاجراءات التي اتخذها معالي الامين مؤخرا والتي تقع ضمن مسؤولية معالي وزير التربية و التعليم.
يبدو ان معالي الامين المعروف بذكائه وحيويته ونشاطه وتميزه في العلاقات العامة والدبلوماسية وعلاقاته الطيبة بمعالي الدكتور الذنيبات استغل انشغال معاليه بالمسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقه و خاصة بعد ان تم تكليف معاليه بمهام النائب الاول لرئيس الوزراء، و لم يترك فسحة لمعالي النائب الاول لالتقاط انفاسه مستغلاً النجاح الكبير الذي حققه الدكتور الذنيبات في مسيرة التربية والتعليم واعادة الاعتبار الحقيقي للوزارة ووضع الامور في نصابها الصحيح رغم عدم رضا اطراف معينة ورغم احتجاج نقابة المعلمين على بعض الاجراءات.
المشكلة الكبرى ان معالي الامين قام باتخاذ قرار بنصب كميرات مراقبة في شوارع العاصمة وذلك لضبط سلوكيات السائقين وعدم تجاوز انظمة المرور وبخاصة السرعة الزائدة. ولكن رغم وجود هذه الكامرات الا ان السائقين لا زالوا يتجاوزون التعليمات ويقترفون مخالفات في السرعة الزائدة و قطع الاشارة الضوئية الحمراء و الوقوف الخاطىء او اصطفاف سياراتهم عند اشارة عدم الوقوف او التوقف او القيادة في عكس السير.
هذا الاجراء ازعج باعتقادي معالي وزير التربية و التعليم، علما أن معاليه لم يفصح عن ذلك، ربما للعلاقة الطيبة مع معالي الامين، او لاسباب اخرى اجهلها. وعند سؤالي لمعالي الامين لماذا تجاوز صلاحياته و تعدى على صلاحيات معالي الوزير، التزم الصمت دون تعقيب على كلامي.
وفي خضم هذا الوضع المحرج الذي وضعت نفسي فية بين صاحبي المعالي، وللهروب من نظرات معالي الامين التي راحت تلاحقني باستغراب، وجدت من المناسب ان اطرح بعض الاسئلة على معالي الدكتور الذنيبات، وخاصة ان نصب كاميرات المراقبة في شوارع العاصمة من اختصاصه و من مسؤولياته اولاُ و اخراً و ليست من مسؤوليات معالي الامين و الذي "غبطني " بنظرات لم افهم معانيها. وها انا اضع بعض الاسئلة امام معاليه لعلي وغيري من القراء يسمع الاجابة، معالي الدكتور محمد الذنيبات :
هل قمتم معاليكم بوضع كاميرات مراقبة في دور رياض الاطفال من سن الثالة الى سن السادسة؟
هل قام معاليكم بوضع كاميرات مراقبة في الصفوف الابتدائية في المدارس؟
هل قام معاليكم بتخصيص دروس خاصة ضمن منهاج رياض الاطفال.
هل قام معاليكم بتخصيص دروس خاصة بالمرور في المدارس الابتدائية؟
هل قام معاليكم بتخصيص دروس مرور في منهاج المدارس الاعدادية؟
هل قام معاليكم بتخصيص دروس تتعلق بالمرور وانظمة السير والتقيد بالنظام في المدارس الثانوية؟
هل قامت دائرة الامتحانات والكتب المدرسية بتضمين منهاج يتعلق بالمرور والمراقبة الذاتية و ان القيادة فن و ذوق واخلاق...وتربية وتعليم ؟
هل نسقتم معاليكم مع ادارة الدفاع المدني لوضع منهاج للمراحل المدرسية يتعلق بعمليات الحريق و الانقاذ والزلازل والهزات الارضية؟
رغم تحاملي يا معالي الوزير على معالي الامين، الا انني ارى تقصير وزارة التربية والتعليم بهذا المجال وخاصة في موضوع زرع حسن السلوك و التصرف و المراقبة الذاتية لدى الاطفال من سن الثالة مرورا في المراحل الابتدائية والاعدادية، لان كميرات معالي الامين في ضوء عدم وجود منهاج تربوي صحيح و مساقات في التربية و السلوك منذ الطفولة، لن تجدي نفعاً و لن يصلح الامين ما افسد الدهر. الكاميرات يا معالي الوزير لن تجدي و لن تمنع سائقي السيارات الخاصة والعمومية و حافلات النقل العام من تجاوز انظمة المرور و تشحيطات الشباب في الليل و النهار، و سيبقى الحال كما هو اذا لم يكن هنالك تربية صحيحة منذ مرحلة رياض الاطفال و بالتعاون مع البيت و مجالس الاباء و الامهات ووسائل الاعلام و اماكن العبادة، اضافة الى عقد ندوات متواصلة للاباء و الامهات في اصول التربية و التعليم، لان الحل ليس بنصب كميرات مراقبة في شوارع العاصمة او حتى في كافة ارجاء المملكة و هو امر مستحيل.
الحل هو في تطعيم الاطفال والاجيال بمبادى التربية الحديثة والسلوك السوي و حسن التصرف و تعليم مبادى الاتيكيت في المنزل والشارع والمدرسة والسوق واداب الحديث و احترام الاخر و عدم التعدي على حقوق الاخرين في الشارع او في الاماكم العامة والخاصة، سواء كنا راجلين او راكبين.
معذرة معالي الامين، معذرة معالي الوزير، اقدم جل اعتذاري فقد تجاوزت صلاحياتي وتعديت على صلاحياتكم، رغم احتجاجي على قرار الامين بوضع كاميرات مراقبة، انا اطالب بشدة بنزع هذه الكاميرات، لانه من باب الاولى ان يكون لدى كل مواطن طفل او شاب او كهل مراقبة ذاتية باحترام الانظمة المرعية و قوانين السير، فاكاميرات لا تهذب سلوك الافراد وانما التربية و التعليم منذ نعومة الاظفار.
معالي الوزير، كنت اتمنى اعتذاركم عن النائب الاول، و ذلك للتفرغ لتربية اطفالنا واولادنا في المدارس ومنحهم الوقت الكافي لتعديل مناهج التربية والتعليم ومخرجات التعليم، لانك اثبت انك الاول في التربية والتعليم و هذا ما نحتاج اليه، فالنيابة الاولي والثانية ليس لها قيمة اذا لم تقترن بأخلاقيات العمل، ومعاليكم اثبت منذ زمن انك الاول في التربية والتعليم والخلق الكريم قبل ان تكون النائب الاول في حكومة دولة الدكتور عبدالله النسور, فهذا المنصب لن يزيد في مقام معاليكم شيئا فهو معرض للزوال في اي تعديل اوتشكيل وزاري و لكنك ستبقي الاول في مجال التربية والتعليم والخلق الكريم والضمير الحي على مر الاجيال.