مستشفى المقاصد في القدس يحتضر .. فمن ينقذه؟!
عودة عودة
05-04-2015 07:24 PM
لا أدري إن كان الأثرياء والموسرون الفلسطينيون الذين يتناحرون في هذه الأيام على المناصب الرئيسية في البنوك ومؤسسات كبرى أخرى يعلمون ان مستشفى المقاصد الخيري بالقدس على وشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بسبب أزمة إقتصادية خانقة لا تحتاج إلا لملايين قليلة من الدولارات لإنقاذه وعودته للحياة.
لماذا أُشير الى الأثرياء والموسرين الفلسطينيين بالذات في هذه المهمة الإنقاذية العاجلة للمستشفى دون غيرهم من العرب وغيرهم الآخرين ممن يحبون القدس.. وفلسطين، والسبب واضح لأنه لا يمكن أن يتقدم هؤلاء المتبرعون جميعاً خطوة واحدة دون أن يروا أبناء القدس وفلسطين من الأثرياء والموسرين يتقدمون الصفوف في هذه العملية الإنقاذية الوطنية والإنسانية والقومية.
يأسف المراقب وهو يرى المؤسسات الفلسطينية المقدسية واحدة بعد أخرى في المدينة المقدسة بكاملها تنهار.. ولأسباب في معظمها مالية بحتة في حين نرى العدو الإسرائيلي يُعلي البنيان لمؤسساته الصحية والتعليمية والإسكانية وغيرها.
و كما يعرف المهتمون بالقدس.. والقضية الفلسطينية، فمستشفى المقاصد الخيري أُسس العام 1968.. وبعد الإحتلال الاسرائيلي بأشهر قليلة وبسواعد أطباء فلسطينيين وأردنيين من بينهم طيب الذكر المرحوم الدكتور نبيه معمر نقيب الاطباء الأردنيين الأسبق والذي حدثني شخصياً عن أيام فاتت للدور المشرف لنقابة الأطباء الأردنيين في القدس بعد إحتلالها العام 1967، فقد كان يقوم وزملاؤه خفية عن الإحتلال بتهريب الإسمنت والحديد وغيرها من المواد الإنشائية لإتمام بناء هذا المستشفى العربي الفلسطيني العريق في قلب المدينة المقدسة وهذا ما تم وفي أقل من عام ليقدم الخدمة الطبية والصحية لـ90% من المرضى الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وبسعة نحو 300 سرير وليصبح فيما بعد المستشفى التعليمي الوحيد في الضفة والقطاع يعمل فيه أكثر من ألف وخمسمئة طبيب وممرض وعاملين في الخدمات الطبية المساندة.
ما يحدث الآن ومنذ نحو خمس سنوات في القدس وباتجاه انهيار هذا المستشفى والعديد من المؤسسات الفلسطينية من جامعات ومعاهد عليا ومدارس ومصانع بدأ مبكراً وقبل النكبة العام 1948.. وبعدها وحتى الآن وفي المستقبل وتتحمل وزره إسرائيل أولاً كما تتحمل وزره السلطة الفلسطينية و حكومات عربية وأجنبية ومؤسسات وأفراد فلسطينين وعربا.. مع كل ذلك فيمكن إنقاذ ما يمكن إنقاذه لهذا المستشفى العريق وإلا يصبح الكلام عن عروبة القدس وعاصمة دولة فلسطين القادمة والمقبلة بلا معنى.. ومن الأحلام..!
Odeha_odeha@ yahoo.com