يقول وزير خارجية روسيا ناصحاً وليد جنبلاط بأن يتحفظ في مواقفه لأن الشرق الأوسط يمر بحفلة جنون لم تبدأ بعد ، بمعنى أن استمرار الدماء التي نزفت و الأشلاء التي قُطّعتْ والأعداد التي هُجرت هي غيض من فيض وأن القادم أسوأ!
وعندما تتحدث عن رأي لأحد صانعي السياسة العالمية ورأيه فيما يجري في الشرق الأوسط فهو رأي خبير لأحد أساطين السياسة العالمية ، ويبدو أن حفلة الجنون الحقيقية قد بدأت بعاصفة الحزم والتي تبلور فيما تطور خطير في طبيعة النزاع ليأخذ الطابع السني الشيعي وهو أخطر ما يواجه المنطقة عند استدعاء ثارات الطائفتين فلا زال هناك بعد 1400سنة من يبكي الحسين ويستدعي ثاراته، ولا زال هناك من يعتبر الوقوف بجانب صحابة الرسول والتضحية في سبيلهم بالغالي والنفيس طريق معبد للجنة والحور العين ، ولكي يفسر ولاءه للدين بطريقته وكأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيدنا علي كرم الله وجهه أعداء وليسوا أقرب الخلق إلى بعضهم البعض .
إن ما يجري يستدعي الوقوف ملياً لتحليل وفهم هذا الجنون ومعرفة أن المنطقة تتجه لتنفيذ مؤامرة تم تدبيرها بليل نقف فيها حيث يضعنا مُهندسيها عندما تحدث الغرب عن الفوضى الخلاقة لم يكن أحد يفهم معنى المصطلح وماذا يعني وكيف سيبدأ إلى أن فوجئنا بتسونامي الكرامة العربية تُستثار عند شعوب العرب وتبدأ الإعتصامات والمسيرات منددة بظلم الحكام وبالتزامن في دول المنطقة وفي عام 2010 لنرى أنظمة المنطقة تنهار الواحد تلو الآخر وتعم الفوضى التي لم تَخلقْ سوى مزيد من الفوضى والعبث والتشرد والجوع والتهجير لمواطني البلاد !!!.
وسمعنا بالإصطفاف السني الشيعي وكأن الدين هو ديدن شعوب المنطقة بعيدا ًعن سعيهم للقيام بدورهم كمواطنين عليهم بناء أوطانهم والعمل على رفعتها بدل التعصب الأعمى الذي يحجب الرؤيا ليجعل الصديق عدواً والعدو صديقاً .
موجة عارمة من الصخب يُمارسها العقلاء والمجانين على حد سواء حرفاً للبوصلة تجيشاً للطاقات لمواجهة يقتل فيها المسلم أخاه المسلم مُتهماً إياه بالكفر والزندقة نسوا أن من قال لا إله إلا الله وشهد أن محمداً رسول الله لا يملك أحداً من كان التشكيك في عقيدته لأن القلوب لا يعلم مكنونها إلا الله سبحانه وتعالى ولا يُزكَى على الله أحداً .
وتجد أضعف الناس منطقاً وأعجزهم عن تأييد دعواه يتنطح للحديث وهو لا يدري ما يقول !! ولما يُعانيه المجتمع من موروث تجد من يستمع له ويتأثر به رغم أن ما يقوله أقرب إلى الهذيان .
نحن لا نعترض على من لديه إيمان موروث ولكن يجب أن يقرن هذا الايمان بنظرة عصرية لشؤون الحياة والتي قطعا ًلا تتفق والحياة قبل 100 عام فكيف بها قبل 500 عام مثلاً أو أكثر من ذلك ، لا يمكننا إنكار المادة وتجاوز حاجة الجسد والذهاب إلى روحانيات وغيبيات بالمطلق نريد من يوائم بين هذا وذاك .
إن ما يسعى إليه مخططو المؤامرة التي تمر بها المنطقة هو تبلور أقطاب إقليمية لها نفس المعتقد لتشعر بالقوة التي تجعلها تعتقد أنها قادرة على فرض رؤاها للكون والإنسان والحياة على القطب الآخر ، ومهما كان القطب الآخر ضعيفاً فهو يرى أنه مدعوم بقوة الإله الذي سيقف بجانبه لتحقيق الهدف ويقنع نفسه أنه سيكسب في الحالين في حال النصر وفي حال الفناء فإنه سيذهب حيث الحور العين ، الفتنة قادمة ما لم يتداركها العقلاء ؟؟!!!.
كما تم تجنيد وسائل الإعلام لوصف ساكني ايران بالشيعي وساكني السعودية بالسني !!! اصبح الفرز لفسطاطيهم استعداداً للمواجهة والسير حسب ما يقتضيه المُخطط.