«لا تنم بين القبور حتى لا ترى أحلاماً مزعجة « إذْ أنه لا بدَّ منْ النظر إلى ما جرى وما يجري على حدودنا الشمالية, معبر «نصيب» و «جابر» في ضوء تلك التصريحات الخطيرة جداً التي كان قد أطلقها قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني, المكلف, من قبل مرشد الثورة علي خامئني بتصدير الثورة الإيرانية إلى الخارج, والتي تحدث فيها عن أن هناك إمكانية لـ «ثورة إسلامية» في الأردن !! وأنه يمتلك الكثير من أمور هذا البلد في يده.
وحقيقة, ومع أن الأردن الرسمي الذي تعامل مع هذه الأمور على أساس : أنَّ ليس كل ما يعرف يُقال وإنَّ ليس كل ما يجب أن يقال قد حان وقْت قوله, فإنَّ المعروف بالنسبة للكثيرين هو أنَّ هذه «الجارة الشمالية», والمقصود هنا هو النظام, قد دأبت بتخطيط, وتوجيه إيراني لم تعد هناك إمكانية لإنْكاره, خلال الأعوام الأربعة الأخيرة وقبل ذلك على السعي الدؤوب لإيصال مجموعات من حزب الله اللبناني ولاحقاً من حراس الثورة الإيرانية ومن العديد من الميليشيات المذهبية إلى حدودنا الشمالية.
وهنا وحتى ندرك دوافع محاولات تحويل الحدود الأردنية - السورية إلى حدود أردنية - إيرانية فإنه علينا أنْ نتذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد كان قد أطلق في بدايات الثورة السورية في عام 2011 تصريحات تهديدية قال فيها إنَّ هذا الذي يجري في سوريا سوف ينتقل إلى الدول المجاورة وسوف يعمُّ المنطقة كلها والشرق بأسره
ولذلك ومن أجل هذه الغاية فإن, من المفترض أنه معروف أيضاً أن النظام السوري وبالتنسيق مع إيران, قاسم سليماني وفيلق القدس تحديداً, قد حاول ومراراً إيصال «داعش» إلى الحدود الأردنية وهذا هو ما جرى خلال الأيام الأخيرة حيث بالتزامن مع دفع هذا التنظيم الإرهابي إلى مخيم اليرموك الفلسطيني بالقرب من دمشق تم دفع مجموعات منه نحو حدودنا الشمالية عند نقطة عبور : «جابر- نصيب» لكن الجيش الحر ومعه بعض التنظيمات المعارضة الأخرى قد سارع تحت وطأة الخوف من «التطويق» إلى احتلال هذه المنطقة على الجانب السوري وطرد قوات النظام منها.
لقد أحسَّ النظام السوري, بعد سقوط «إدْلب» في يد المعارضة وبعد انشغال إيران بالحرب المحتدمة في اليمن وبالصراع الطائفي المتأجج في العراق, باقتراب لحظة نهايته ولذلك فإنه قد بادر إلى الاستعانة بفزاعة «داعش» لإخافة الولايات المتحدة وإخافة الغرب كله من أنَّ هذا التنظيم الإرهابي بات على أبواب دمشق وعلى الحدود الأردنية - السورية أيضاً وإنَّ : «اللهم أشهد.. إني قد بلَّغت».
ولذلك ويقيناً فإنه من غير المستبعد إطلاقاً أن يبادر هذا النظام, إن هو تيقَّن من أن نهايته قد اقتربت فعلاً, إلى تسليم دمشق وباقي ما تبقى من الأراضي السورية ذات الأغلبية السنية ومعها الحدود الأردنية - السورية إلى «داعش» وباقي التنظيمات الإرهابية المتطرفة وينتقل هو ونظامه إلى «القرداحة» ليقيم الدولة «العلوية» المنشودة إن هو تأكدَّ من عبثية تشبثه بسوريا كلها! الرأي