عاصفة الحزم .. رسالة من نوع خاص
طارق الهاشمي
05-04-2015 02:53 AM
لم يسلم اليمن السعيد من تخريب بعد أن استهدفته أجندة ايران التوسعية الخبيثة كما لم يسلم قبله العراق ولا سورية ولا لبنان ،اما تهديد دول مجلس التعاون الخليجي فيتواصل صباح مساء، وعيون ايران في نهاية المطاف على بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة ….لم يعد الامر سرا وقيادات ورموز صانعة للقرار أو قريبة منه تصرح بذلك علانية من دون وجل او خجل.
النموذج الذي تسعى ايران لتصديره بالكيد او بالقوة هو نموذج مشوه لايلبي ادنى متطلبات التنمية والتقدم ناهيك عن ابسط مقومات السلم الاهلي او العيش بكرامة ، وهي تنشط في هذا السبيل براغماتيا تزرع الفتن وتخترق المجتمعات وتفرق الشعوب وتقسم الدول بهدف السيطرة وبسط النفوذ ، نموذج تحريضي يستدرج ابناء الوطن الواحد ويشرعن لهم فضيلة قتال اشقائهم في حرب بالنيابة هم في النهاية الخاسر الاكبر بينما هي اول الرابحين .
نام العالم ومنهم العرب على هذا التهديد الخطير ولم يتحركوا مبكرا ولم يستشعروا الخطر ،اما غفلة أو سوء تقدير او ثقة مفرطة في غير محلها ، وهكذا سقطت دول وعواصم في براثن نفوذ ايران ما أغرى ايران للاعلان بكل صلافة عن أحياء الامبراطورية الساسانية وعاصمتها بغداد !! بل والهيمنة على ممرات مائية دولية وبحار وخلجان…!!
تصدير الخراب للعرب لن يتوقف عند حدودهم وايران جارة والعرب لن يقفوا مكتوفي الايدي الى ما لا نهاية ولهذا سوف تتاثر ايران ان آجلا او عاجلا، وسياستها هذه لن تخدمها في الامد البعيد ، هي لا شك مخطئة في رؤيتها والعالم تغير ، ايران اختارت العزلة الدولية بعد أن استشعر الجميع خطرها ، وقد أمهل العرب ايران وصبروا على مكرها وخبثها وعدوانها، لكنها فسرت طول النفس والحكمة بأنه ضعف، وهو لم يكن كذلك في يوم من الايام، مادفعها للغلو في الاذى، ولهذا كان من الضروري ان يعتمد العرب مقاربة جديدة تحمل هذه المرة رسالة مختلفة ربما ستفهمها ايران بشكل افضل وكانت… عاصفة الحزم.
بالطبع لكل موقف ثمن ، وايران لم تترك لنا الا خيارين اما الحياة بذلة او الموت بكرامة وقد اخترنا :
وان لم تمت تحت السيوف مكرما
تمت وتلاقي الذل غير مكرم (العرب اليوم)
*نائب الرئيس العراقي السابق