رغم أن وسائل الإعلام الإيرانية لم تنشر شيئاً عن «الاتفاق النووي» بين إيران وقوى العالم الكبرى، إلا أن التظاهرات الاحتفالية عمّت طهران:.. لقد انتصرنا!! وصار يمكن أن نعيش ككل شعوب العالم!!
وهذا النمط من الاحتفالات عام 1988 لدى «الانتصار على العراق»، و»تجرّع السم» والموافقة على قرارات الأمم المتحدة!!. فالأمل بالحياة والحرية والكرامة يبقى فوق كل الحقائق، والمشاهد الواضحة!!.
والأميركيون ليسوا أقل احتفالية، مع أن جماهير أميركا تبقى أمام أجهزة التلفزيون. فالرئيس لا يؤكد أن المتفاوضين حققوا نتائج في سويسرا، لكنهم وصلوا إلى «اطار» و»مجموعة تفاهمات»!!. وأن هناك ستة أشهر أخرى لتثبيت التفاصيل!!. وهذا الكلام الغائم مقصود به الكونغرس، واللوبي اليهودي، ودول الخليج العربي. وقد ابتلع الرئيس أولاً محادثة هاتفية مع نتنياهو، وهو بصدد دعوة قادة التعاون إلى كامب ديفيد في وقت قريب لم يحدده. والكونغرس الآن في عطلة!!.
ما يملك الأوروبيون نشره من «الاطار» والتفاهمات، يخص المواقع النووية الإيرانية:
فمفاعل ناتنز الوحيد الذي يخصّب اليورانيوم: سيحدد درجة التخصيب الى 67ر3% لمدة خمسة عشر عاما، اما اجهزة الطرد المركزي فستهبط من 10 الاف الى 6104، وسيتم تخفيض مخزون طهران من اليورانيوم ضعيف التخصيب من 000ر10 كليوغرام الى 300 (ثلاثمائة) فقط.
اما مفاعل فوردو فالواجب عدم وجود مواد انشطارية به لمدة 15 سنة وثلث اجهزة الطرد المركزي ستسحب.
مفاعل اراك وهو الاخطر فسيتم تدمير قلب هذا المفاعل الذي يعمل بالماء الثقيل، او ينقل خارج الاراضي الايرانية وسيكون مجرد مركز ابحاث وانتاج نظائر مشعة طبيّة، (كمفاعل جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردني) ولا يمكن لايران بناء مفاعل بالمياه الثقيلة لمدة 15 عاما.
هذه النتيجة لصراع مدته ثلاثة عشر عاما (منذ عام 2003) اعادة الامور الى ما كانت عليه، ولكن بعد دفع ثمن اقتصادي فادح نتيجة العقوبات وهي لا تقدر حتى بمئات المليارات من الدولارات، وهي النتيجة ذاتها التي خرجت بها طهران من حرب الثمانية اعوام مع العراق، وربما هي النتيجة التي ستخرج بها طهران من احلام الامبراطورية، والهيمنة على العراق وسوريا واليمن وغزة، والعاصمة بغداد.
دائما تصحو طهران متأخرة مرة بعد ثمان سنوات وخسارة مليون قتيل وتدمير مدن خوزستان ومرة بعد ثلاثة عشر عاما وخسارة الاقتصاد الايراني من اجل قنبلة غير قابلة للاستعمال، ومرة بعد نشوة احلام الامبراطورية الممتدة من زغروس الى البحر المتوسط، ومن تركيا الى عدن.
وجماهير طهران تحتفل بالانتصارات، انتصارات من على من؟ الرأي