يطيب لي بين الحين والاخر ان أجول في قاع المدن سواء كانت عمان اوالقدس او بغداد او الدار البيضاء وغيرها من المدن العربية والاجنبية، فالّلذة في القعر كما يقولون.. حينها تكون وكأنك في احضان امك حيث الطمأنينة والسلام...
قبل حوالي اسبوع قادتني قدماي الى قلب مدينة عمان يحدث ذلك نحو مرة في الشهر.. فاتذكر الف حكاية وحكاية في هذا المكان (قلب عمان) منذ طفولتي في اوائل الخمسينات وحتى الان وتحديدا في شارع الهاشمي وشارع طلال وشارع السلط وشارع وادي السير وغيرها..بما فيها من اماكن لاتنسى وعلى الاخص دور السينما والمكتبات وعلى رأسها مكتبة امانة العاصمة ومكتبة الاستقلال والمدرج الروماني واماكن اخرى..
هذه المرة توقفت طويلا امام كرسي دوار كبير وفخم أكل الدهر عليه وشرب.. وكما يبدو هجره اصحابه منذ سنوات ليست قليلة وان كان معروضا للبيع رغم هرمه وافول مجدة ، وكما يبدو ايضا ان معارك طاحنة جرت للوصول الى هذا الكرسي بالذات وامتزجت هذه المعارك بالذكاء والخبث وضرب الاسافين والنفاق وسفك الدماء وان كان هذا الدم لخراف بلدية تتحول الي مناسف او مشاوي اعدت بعناية للمسؤول الكبير.. و الهدف عظيم و معلن.. هو الوصول الى كرسي الامجاد هذا وبالتالي المنصب الرفيع الذي يشتاق الى وصولة الكثيرون في بلدنا وفي جميع انحاء العالم..
وهذا ليس بجديد.. فكم من حروب طاحنة امتدت اكثر من مئة عام وسالت فيها دماء شبان كالورد وحرقت فيها مدن وقرى جميلة وسبيت الاف النساء الجميلات بهدف واحد ليس غير هو للوصول الى هذا الكرسي او للبقاء عليه اطول فترة ممكنة مع علم اصحابها ان لا بقاء الا لله وحدة.
والغريب العجيب ان هذه الحروب من اجل الوصول الى كراسي الحكم او البقاء عليها مستمر ودائم.. وما الحروب والفتن التي تملاْ الان وطننا العربي منذ اكثر منذ نحو خمس سنوات وبما يسمى بـ «الثورات العربية» وما يجري من حروب في العالم كله.. لا هدف كبيراً لها الا الوصول الى هذه الكراسي او البقاء عليها.. فملعون ابو الكرسي..! الرأي