لبنان هو الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها رئيس. وقد مر على هذه الحالة شهور عديدة، وليس هناك أية مؤشرات على قرب التوصل إلى حل وانتخاب رئيس وملء الفراغ.
لبنان عبـارة عن نصف + نصف. النصف الأول مجموعة 14 آذار، والنصف الثاني مجموعة 8 آذار، والتقسيم طائفي صريح، ففي النصف الاول يبرز المسلمون الـُسنة بقيادة تيار المستقبل (الحريري)، وفي النصف الثاني يبرز المسلمون الشيعة بقيادة حزب الله. أما المسيحيون، وهم أصحاب الحق الحصري في رئاسة الجمهورية، فهم منقسمون بين النصف الذي يضم الكتائب (الجميّل) والقوات (جعجع)، والنصف الذي يضم التيار الوطني الحر (عون). ولا أدري أين أضع المردة (فرنجية).
المناصفة تحول دون انتخاب الرئيس لأن الدستور اللبناني يشترط نصاباً لمجلس النواب وتصويتاً لصالح الرئيس لا يقل عن 75%.
معنى ذلك أن كلاً من النصفين يملك حق الفيتو عن طريق التغيب عن جلسة البرلمان، وبالتالي عدم حصول نصاب.
وحتى لو حصل النصاب بمعجزة فإن الرئيس الفائز يجب أن يحظى بثلاثة أرباع الأصوات، وهذا غير ممكن إلا في حالة التوافق الذي لم يتحقق ولا يبدو أنه سوف يتحقق.
مسؤولية الفراغ الدستوري في لبنان يجري تحميلها لأطراف وقوى خارجية، فالنصف الأول متحالف مع السعودية، والنصف الثاني متحالف مع إيران. وإلى أن تتفق السعودية وإيران، فلا بد أن يظل لبنان بدون رئيس. مثل هذا الاتفاق غير وارد في الظروف الراهنة.
مستحيل أن يفرض أحد النصفين مرشحه للرئاسة، والحل المنطقي هو التوافق على رئيس محايد لا ينتمي إلى هذا النصف أو ذاك، ولكنه مقبول للطرفين. والأرجح في هذه الحالة أن يكون رئيساً ضعيفاً لانه بدون قاعدة تسنده.
ما يحول دون هذا الحل هو موقف العماد ميشيل عون مرشح النصف الثاني الذي يرفع شعار (إما أنا أو لا أحد)، والنتيجة طبعاً لا أحد، لأن فرصته في حشد ثلاثة أرباع النواب معدومة.
القوى الإقليمية والدولية المتصارعة ترى في لبنان ساحة مفتوحة. وإذا كانت السعودية وإيران تتمتعان بالقوة الحاسمة فهناك قوى أخرى ذات تأثير مثل أميركا وروسيا وسوريا وتركيا.
كان الله في عون لبنان. الرأي