وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ
ظاهر احمد عمرو
01-04-2015 07:35 PM
لم اعرف معنى هذه الأيه الكريمة ، وكم هي الفتنه مصيبه وكارثة ، وأنها بالفعل اشد من القتل، لأن القتل تنتهي عنده المصيبه الكبرى ،وتبدأ لاحقاً تصغر وتصغر إلى أن تتلاشى ، ولذلك قالوا أن الزمن كفيل بمعالجة الجراح ، ويتمثل ذلك بالنسيان .
أما الفتنه فهي نار مشتعلة على الدوام ، وتزداد اشتعالاً ولهيباً مع الزمن، بمعنى أنها مثل دوائر المياه عند إلقاء الحجر ،تكبر وتكبر،وهذا ما نعيشه هذه الأيام الغير مسبوقه في تاريخنا الحديث ، وهي الفتنه بين المسلمين وبين شعب عربي واحد وأمة واحدة، و يقوم كل طرف فيها بصب الزيت على النار من جانبه حتى اصبحنا "الأخوة الأعداء"،في حين أننا نتصالح مع عدونا ونتحالف معه .
اما العدو الحقيقي و الفعلي ورأس الأفعى و المستفيد الأول والأخير من تلك الفتن ،فهو العدو الصهيوني المتربص بنا جميعاً ، قاتلاً ومقتولاً شيعيا و سنيا شرقيا وغربيا شماليا وجنوبيا , عربيا وفارسيا .....الخ . بينما ينعم هوالذي نهب أرضنا ودنس مقدساتنا في أمن وأمان .
هذا ما نراه ونسمعه هذه الأيام , فالفتنه التي تسبب الطائفيه وتزيدها اشتعالاً وتزيد العنصريه بنفس المفهوم ، هي العدو الحقيقي لنا هذه الأيام وخاصة مع الإعلام الحديث بكافة أنواعه، وعلى رأسه مواقع التواصل الأجتماعي ، وينسحب على ذلك في تأثير الفتنه على الصعيد الشخصي، لأنها اغتيال للشخصية و للإنسانيه ومحورها الغيبة و النميمه .
مثال ذلك ليلة الأمس عندما كنت مدعواً على العشاء عند صديقنا العزيز الشيخ كريم العواضات ( ابو يونس) في منطقة الضليل وبصحبة مالا يقل عن 60 شخصية محترمه من كافة المنابت و الأصول ، وعلى مستوى الوطن ،و دار حديث جميل يصب في خدمة الوطن ، وانتهى الحديث بما هو مدعوم على موقع التواصل الأجتماعي عن محاولة قتل في دائرة المخابرات العامه بين مقدم و وكيل ، وتطور الحديث وتشعب ، وكانت هناك تفصيلات عن الحادث بأن المعتدى عليه كان عنده 395 غرزة في جسمه ، ولكنه بقي على قيد الحياة ونجا بأعجوبه ، وتمت سرقة اربعة ملايين دينار اردني ، كانت موجوده في الخزنه .
بعد ذلك تحول الحديث إلى مؤامره كبيرة مدعومة من جهات خارجيه اخرى ، والكل يحلل من عنده وكأنه شاهد على الحادثة، و اليوم عندما استوضحت الأمر عرفت أنه ناجم عن خلاف شخصي طبعاً ، وما نلمسه أن التحليل الأول مصيبة وكارثة على الوطن ككل ،ويدخل ذلك في موضوع الإشاعة ، اما واقع الحدث فهو شيء طبيعي وهو الخلاف في هذه الحياة وعلى صاحب الامر توضيح ذلك حتى لا تكبر وتطور الاشاعة .
من هنا يتضح لنا كم ان الفتنه والإشاعة والغيبة مصيبة وكارثة ، ولهذا علينا التحقق والتريث ، وأن لا نصب الزيت على النار ، ونكون شركاء في ذلك خاصة هذه الأيام نشاهد اوطاناً تدمر واشاعة تحرق وفتنا كقطع الليل المظلم ، تجعل الحليم حيرانا ، وهناك كلمات تقال تهوي بالإنسان في نار جهنم مع انه يعتبرها فشة خلق وكلام عابر .
نصيحتي الا نخوض في غير الحقائق الثابته وان نكون عامل خير وليس عامل فتنة وشر وفرقة ودمار علينا وعلى أوطاننا ....ِوالله الموفق .