أن تسبح في البحر لمدة " 12 " ساعة متواصلة هو إنجاز رياضي بكل المقاييس الرياضية والبشرية ولكن أن تسبح لهذه الفترة الطويلة وبيديك تحمل طفلين لإنقاذهما من الغرق فهذا في حياة الشعوب والانسانية أسطورة ونبل واخلاق وبطولة..
لا تذهبوا بعيدا في خيالكم إنها بطولة ليست من أفلام هوليوود والخيال، وليست من سجل "غينتس " للأرقام القياسية في عالم السباحة، إنها قصة أردني نشمي اسمه "عمر البلاونة" من كادر دفاعنا المدني الذي نعتز ونفتخر فيه لبى نداء واستغاثة ام كاد ان يبتلعهم ماء البحر الميت أمام عينيها لم يتردد أو يتراجع إنما قال لها "إبشري"، وكانت النهاية مبشرة فخرج "عمر" واحيا الناس مرتان كيف لا فمن احيا نفسا فكانما احيا الناس جميعا..
اهلنا الطيبون في العقبة كانوا وما زالوا ينادون " الدلافين " المشهورة بمساعدتها للبشر من الغرق كما يقول التراث الشعبي البحري ب" أبو سلامة " لقد سمعت في طفولتي عن قصص " أبو سلامة " تلك وشاهدت الكثير من قصص الانقاذ للبشر في الافلام السينمائية الكثير لكنني لم اقرأ او اشاهد أن شخصا غيرك قد صنع ما صنعت يا "عمر " ....
هذا هو معدن ونبل الانسان الاردني عندما يتعامل مع غيره بمنطق الاحسان والاحسان هو ان تعبد الله كانك تراه وكذلك يكون العمل..
ما أحوجنا يا "عمر" أن نتعلم منك في مكاتبنا ومدارسنا ومستشفياتنا ومعاهدنا ومؤسساتنا كيف يكون الاتقان والتفاني في العمل فلو تعلمنا من صنيعك المشرف هذا فأنا على يقين يا "عمر" لكان الأردن في مستوى الدول المتقدمة بالعالم ، يا "عمر" لقد صغت بإخلاصك وعطائك قصة من بحرنا الميت وجعلته حيا في نفوس من قرأ قصتك أن الاردن الوطن ما زال فيه نبض ونفس بالخير والعطاء..
من أخفض نقطة على وجه الأرض صنعت يا "عمر" أشرف وأكبر نبلا أخلاقيا وإنسانيا على وجه الأرض فحركت في جسدي امواجا من طيب المشاعر يكتنفها الفخر والإعتزاز بصنعك يا إبن بلدي النشمي فلا أملك ان أقول لك واجبا علي شكرا يا " عمر " وأجرك عظيم بإذن الله يا ابن بلدي فلقد وصل دعاء أم الطفلين إلى السماء بعد أن من الله عليك باخراجهم لها أحياء ومعها دعاء كل أردني وأردنية قرأ قصتك ان يحفظك ويبارك لك في عمرك وأمك وأبيك أنا فخور فيك بحجم إمتداد الوطن "الله يحميك يا عمر".