على إثر عملية عاصفة الحزم تصاعدت تصريحات مسؤولين إيرانيين وآخرين تابعين لهم في اليمن ولبنان بالإرغاء والإزباد تحت عنوان ( رفض التدخل العربي في اليمن ) !!!
ويتبع ذلك تهديدات واضحة بأن الدول العربية تلعب بالنار !! فمن هو الذي لعب بالنار ؟ ومن هو الذي يتدخل في الشؤون الداخلية ؟؟ من أوجد حزب الله في لبنان ؟ من أوجد الحوثيين في اليمن ؟ من يحرك المتظاهرين في البحرين ؟
ومن الذي يتدخل في قطاع غزة ليصطاد فصيلاً على حساب فصيل ؟ لتدلني إيران على قائد عسكري يتجول في العراق وسوريا غير سليماني ؟ من الذي تعمل سفاراته بالليل والنهار تبشيراً مذهبياً وانشاء لمجموعات عسكرية سرية ؟ من الذي دخل مع أمريكا الشيطان الأكبر الى أفغانستان ؟! من الذي دخل مع الشيطان الأكبر الى العراق ؟ من الذي أنشأ فيلق بدر ؟ من هو الذي دخلت قواته الرسمية والشعبية المصنوعة أرض الشام ؟ ومن أوعز لحزب الله ليحول بنادقه تجاه الشعب السوري ؟ومن الذي أقام جسراً جوياً مع الحوثيين حيث رأينا عشرات الرحلات الإيرانية والتي قيل عنها أنها هلال أحمر بينما هي أسلحة ؟
وهل دخل جندي عربي واحد لليمن ؟من ومن ومن ؟! . واذا كانت إيران لا تريد لأحد أن يتدخل في اليمن فلتبدأ بنفسها ولتسحب تصريحاتها هي ومن تحركهم فهذا شأن يمني ليتحدث فيه الحوثيون فقط ؟ واذا استمرت إيران في التدخل فلماذا تلوم دولة مثل السعودية التي تجاور اليمن ولها الحق في استباق الأحداث ودرء المفاسد المتوقعة والتي ظهرت يوم كشر الحوثيون عن أنفسهم تجاه السعودية وراحوا يجرون المناورات على حدود السعودية !! .
هل سجلت إيران لآية دولة عربي التدخل على الأرض الإيرانية ؟ ألا يوجد سنة مظلومون في إيران ؟ من هي الدولة العربية التي تحركت أو احتجت لأجلهم ؟ ألا يوجد عرب في إيران يعيشون المرارة صباح مساء فمن هي الدولة العربية التي تدخلت ؟ ألا يبث الإعلام الإيراني وباللغة العربية يهيج العرب الشيعة على أنظمتهم ؟ وهل يحتل عرب جزراً إيرانية ؟ألا يمارس الإعلام الإيراني ممارسات مفضوحة تجاه السنة بل تجاه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ألا تحترم إيران مشاعر من لا يرى رأيها ولا يتمذهب بمذهبها ؟ .
كنا ولا زلنا نحب لإيران الخير والتقدم لكن ليس على حسابنا ولهذا نرفض سياستها ، فلتكف عنا ولتلتفت لشعبها الذي هو في أمس الحاجة لكل قرش بدل انفاقه في التحريض والتآمر على الشعوب العربية ، فإذا التزمت إيران بحدودها وعدم التدخل في جيرانها فهذا ما نريد . أما إذا استمرت في خطها الحالي فنبشرها أنها تنضم الى المحاربين التقليديين لأمتنا من صهاينة واستعمار غربي . وإذا كانت إيران لا تستحي من قوميتها الفارسية فنحن لن نستحي من عروبتنا التي هي دائرة أولى لرفعة الأمة الإسلامية .
* الكاتب سفير سابق في طهران