الاردن وحرب اليمن 1962 و2015
أ.د. سعد ابو دية
30-03-2015 06:21 PM
قد لا يعرف الجيل المعاصر ان الاردن شارك في حرب اليمن عام 1962 وارسل طائرات، وتحالف مع السعوديه وفيما يلي القصة:
في أواسط عام 1962 وفي شهر آب (أغسطس) بدأ الملك الحسين يتقارب من السعودية في فترة ابتعد فيها عن مصر وابتعدت مصر عن الاردن.. وقررت السعودية والأردن يومها توحيد جيشهما وزيادة تنمية التعاون بينهما في مجالات الاقتصاد.
وبعد ذلك بشهر تقريباً نشبت حرب اليمن الطويلة التي كان يتقارع فيها نظام الحكومة الجمهوري في اليمن تسانده مصر والنظم الملكي وتسانده السعودية والأردن حيث يتحدث الملك حسين رحمه عن الدعم الأردني ويبرره بما يلي:
....."تم بعون الله بين مملكتنا وبين المملكة العربية السعودية الشقيقة ذلك اللقاء الذي يهدف لتحقيق المزيد من الخير والقوة لأسرتنا الأردنية وللشعب السعودي الشقيق سواء بسواء.. وفي ظلال هذه المعاني كذلك لم يكن هناك بد من أن يكون للأردن موقفه المعروف من المأساة الخلقية والقومية التي وقعت في اليمن الشقيق فلقد كانت أحداث اليمن في نظرنا مثلاً جديداً لهزيمة الأخلاق التي لا نرضى لها بذل أو هوان كانت كذلك جرحاً عميقاً ينز له في جسد أمتنا من لا يتقى الله في أمرها".
بدأت حرب اليمن في 26/سبتمبر (أيلول) 1962 عندما قام ضباط بقيادة السلال بانقلاب بعد فترة بسيطة من وفاة الإمام أحمد ونادوا بالجمهورية في اليمن وفر بعد الانقلاب الإمام البدر وساندته السعودية والأردن طبعاً وطلب الضباط اليمنيون الذين قاموا بالانقلاب المساعدة من مصر التي لبت طلبهم، وبدأت الثورة في اليمن وكانت مصر أول دولة في العالم تتدخل في شؤون اليمن وتحارب من داخله عسكرياً.
التدخل العسكري المصري قابله تدخل سعودي أردني حيث أن الملك حسين أرسل وفداً عسكرياً في أول تشرين أول أكتوبر لإقامة اتصال مع الأمير حسن عم الإمام المخلوع وفي 4 تشرين أول (نوفمبر) وقعت الأردن والسعودية اتفاقية عسكرية....
ساءت الأمور كثيراً بين مصر والسعودية وتوترت العلاقات أكثر في تلك الفترة.. حاولت العراق ومصر تصعيد فكرة الكيان الفلسطيني وكان قد سبق وأن حصلت مشكلة عندما أرسلت مصر إلى القدس قنصلاً باعتبارها ليست من أرض الأرض وإنما محتلة عسكرياً من الأردن.
وفي غمرة الأحداث تعزز موقف مصر بانقلاب العراق في ربيع عام 1963 عندما جاء البعثيون للحكم واتفقوا مع بعثيي سوريا على إقامة وحدة ثلاثية مع مصر غير أن هذا التقارب مع البعثيين ما لبث أن انفصمت عراه وعادت الأمور لسابق عهدها وعلق هيكل على ذلك بأن أي عودة للتعاون والتعايش مع البعث السوري هي غير ممكنة.
لقد أبعدت الحرب اليمنية الشقة بين المملكتين الأردنية والسعودية وبين مصر وتجسّد الصراع بين القوى المسماة بالتقدمية والقوى التي أطلق عليها القوى الرجعية وسماها الحسين التطورية وبقيت حرب اليمن تستنزف قوى الفريقين وبالأخص قوة السعودية ومصر لأن الأردن تأثر كثيراً في موقفه بعد اعتراف الولايات المتحدة بحكومة السلال في 20/ كانون الاول ديسمبر) 1962، وبعد أن فرّ أكثر من ضابط طيار من ضباط سلاح الجو الأردني لمصر مع طائراتهم وأفشى احدهم (قائد سلاح الجو)أسراراً تتعلق بعمليات في اليمن كُلّف هو بها(....(تجلت انسانية الحسين ان زوجة طيار هارب الى مصر وضعت مولودا في نفس اليوم الذي هرب زوجها وما كان من الحسين الا ان بارك لها بالمولود).
كان الموقف والرأي العام الأردني في تلك الفترة مؤيداً للاتحاد العراقي السوري والمصري وجرت مظاهرات في عمان حيث هتف المتظاهرون باسم جمال عبدالناصر وفي مساء يوم 20 نيسان (أبريل) أحرج البرلمان الحكومة، وكان رئيس الوزراء سمير الرفاعي آنئذ وخلفه الشريف حسين. وهنا الملك الاتحاد المذكور أمام تفاقم الموقف الذي تجلى في مطالبة البرلمان بصداقة أكثر مع مصر والذي شاهد منه رئيس الوزراء المستقيل الأمرين من نقد وتقريع وهجوم شخصي عليه وسبقت استقالة سمير الرفاعي استقالة وصفي التل الذي كان يشغل المنصب واستقال لتعقد الأمور. وبدأ عصر مؤتمرات القمه وكان الاردن اول دولة تستجيب لنداء مصر.. وللحديث بقية إن شاء الله.