لفت نظري عنوان على أحد جدران كلية آداب جامعة اليرموك يقول: طمّنا عليك، فكان مبادرة طلابية جميلة كجمال العنوان الذي اختاره أصحابها لها، فيه دفء، واهتمام جميل بالآخر، وقد جاء مخالفا لتوقعات بعض الطلبة الذين يقولون: لا نسمع إلا الأوامر والمطالبات المالية، وقلما نسمع من يفكر فينا أو يرغب بالاطمئنان علينا!
(طمّنا عليك) عنوان حملة طبية من تنظيم النادي الطبي بعمادة شؤون الطلبة شارك فيها طلبة كليتي الطب والصيدلة، تهدف إلى توعية الطلبة بأهم الأمراض الشائعة؛ إذ شرح الطلبة أسبابها، وكيفية إجراء الإسعافات الأولية لها، وآلية علاجها على المدى الطويل، وقاموا بتوزيع منشورات طبية خاصة بهذه الأمراض على الطلبة والعاملين في الجامعة.
وتضمنت فعاليات الحملة الطبية أيضا تقديم الفحصوحات المخبرية المجانية للطلبة؛ للاطمئنان على صحتهم التي قلما يهتمون بها، ويحتاجون إلى التذكير الدائم حفاظا عليها.
وأعد النادي برنامجا لنشاطات طبية متنوعة سيقوم بتنفيذها حسب خطة موضوعة داخل الجامعة وخارجها.
تنظيم مثل هذه الحملات له أثر إيجابي على تثقيف الطلبة، ونشر الوعي الصحي بينهم، وتحفيزهم لمراقبة صحتهم، والمحافظة عليها من كل ما هو ضار، مثل التدخين، والطعام غير الصحي، والسهر الطويل، وتناول المهدئات...وتوعيتهم بأهمية الإجراء الدوري للفحوصات الطبية لمختلف الأمراض.
أن تأتي هذه المبادرة من الطلبة أنفسهم، فهذا شيء يحتسب لهم، ويحمدون عليه، وهو تغيير نحو الأفضل، والاهتمام بما هو مفيد لهم ولمجتمعهم.
ويحسن بمسؤولي الجامعة كل من مكانه تشجيع مثل هذه المبادرات، بل توجيه الطلبة إليها.
فما أحوجنا اليوم إلى تغيير لغة الخطاب مع الشباب، وإشعارهم بأن علاقتهم بجامعاتهم ليست كما يشعر بعضهم : مطالبات مالية وأوامر، لكنها رعاية لهم، واهتمام بشؤونهم.
ففي ظل انتشار التطرف في المنطقة، والابتعاد عن منطق الأمور في الأحداث الدائرة أصبح الجميع مطالبين بالتوجه لقطاع الشباب، والاهتمام بهم بما يغنيهم عن العنف، والاستماع للغة التطرف والتعصب، وضرورة إحاطتهم بالرعاية اللازمة، وزرع الأمل في نفوسهم، وتحفيزهم ليكونوا أكثر إيجابية في وقت بات أغلبهم محاطين بظروف محبطة للغاية.