التحالف العربي العامل في اليمن حاليا ، هو بداية الغيث للتعامل مع القضايا العربية كافه ، فالعرب دون سواهم ، هم الاولى والادرى بشؤون عالمهم العربي ، وهم الاجدر بالدفاع عن امنهم وسلامة اوطانهم وكرامة شعوبهم ، فالاجنبي ايا كان ، لا شأن له بعالمنا العربي ، إلا بما يخدم مصالحه هو دون سواه ، وحال العرب اليوم ، في ظل إستمرار الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ، وإستمرار النزف في اليمن و سورية والعراق وليبيا ، وفي ظل ما يدبر للبحرين ولبنان وكل ارض العرب ، هوحال لا يمكن إستمراره ، ولم يعد الانسان العربي يطيق دوام هذا الهوان ، عندما تصبح الكرامة العربية والارض العربية والمقدسات العربية وكل ما هو عربي ، نهبا مستباحا لكل همل الدنيا والطامحين والطامعين على إختلاف اشكالهم ونواياهم .
التحالف العربي المدافع عن اليمن ، بارقة امل تعني ان الحكومات العربية المشاركة حتى الآن ، نفذ صبرها ، وباتت تستشعر جديا الحاجة الماسة للنهوض من سبات طال أمده ، وتعاظمت اخطاره ، عندما يتجرأ كل طامع في ارض العرب ، دون ان يجد من يرده او يصده ، حتى إستمرأ كل الطامحين والطامعين ، إمكانية التصرف بشؤون العرب دون ان يرف له جفن ، مطمئنا الى ان احدا من العرب ، لن يقيم ساكنا ، حتى لو بلغت النار تلابيب ثوبه .
لا جدال في ان كل عربي ، يشعر بالنشوة والامل اذ يرى هذا التحالف العربي وقد تشكل على عجل ، امام خطر يتهدد اليمن والسعودية والخليج العربي بعامة ، والله اعلم من لاحقا ، ولا جدال كذلك ، في ان كل عربي ، يأمل في ان يستمر هذا التحالف ويقوى وبمشاركة كل الدول العربية بلا إستثناء ، لمعالجة الملفات العراقية والسورية واللبنانية والليبية واليمنية وغيرها ، بما يحقق امن وسلامة ووحدة هذه الدول وشعوبها ، دون ادنى وجود او تدخل للاجنبي ايا كان ، فمن العار على العرب ، ان تظل ساحاتهم ودولهم مستباحة ، وكرامتهم مهدورة دون ان تستفز لهم مشاعر .
نعم هذا التحالف يجب ان يشتد ويقوى ليكون عبرة للمحتل الاسرائيلي الذي ما إنفك يمرغ كرامة العرب منذ ثمانية عقود ، يسرح ويمرح قتلا وتشريدا وإحتلالا واسرا وإستباحة حتى لموقع سجودهم ، نعم هذا الحالف يجب ان يستمر ويتمأسس وبقوة وفروسية عربية معهوده ، وأن تأتي اللحظة غير البعيدة ، ليوجه فيه هذا التحالف إنذارا قويا لشراذم الصهاينة المحتلين للجلاء عن القدس والضفة الغربية فورا وإلا ، وللدول الداعمة تاريخيا لهذا المحتل ، للتوقف عن دعمها وإلا كذلك ، ولكل طامح بارض العرب لأن يتوقف عن اوهامه ، وان يكون صديقا إن اراد ، وإلا كذلك ايضا .
وهذا التحالف يجب ان يكون مدخلا صادقا وقويا ، لتحويل كل اموال العرب الاثرياء القابعة في مصارف الاجنبي ، لصالح دعم وحل جميع مشكلات الدول العربية التي تعاني إقتصاديا وفي مقدمتها الاردن الذي طال إنتظاره ، والذي تحمل نيابة عن كل العرب ، ما لم يتحمله اي منهم من قبل ومن بعد ، ومدخلا كذلك لتعاون عربي عربي اكفأ ، وبما يجعل للعرب وللعربي عموما شوكة يصعب على المعتدي ايا كان ، مجرد التفكير بالاقتراب منها ، نسأله تعالى ان يعيد للعرب كرامتهم ، وان يحقق لهم النصر المؤزر على سائر اعدائهم ، وهو سبحانه من وراء القصد .