تم التوقيع على الحروف الاولى لانشاء المفاعل النووي، ويقولون: ان المفاعل هو خيار استراتيجي للدولة كوننا نستورد 97 % من احتياجات الطاقة، وانه الوحيد الذي يضمن سيادتنا، ومستقبلنا، وامننا، واستقلالنا حين ننوع مصادر الطاقة !!
كلام جميل، طيب ما الاردن ــ الحافظ الله ــ يستورد 97 % من احتياجاته من القمح، و97 % من احتياجاته من (السردين)، و97 % من احتياجاته من (زيت القلي)، و97 % من احتياجاته من (شفرات الحلاقة)، و97 % من احتياجاته من (الغيارات الداخلية)، فأيهما اولى مشروع قومي لتأمين الكهرباء ام مشروع قومي لتأمين القمح ان كنا نتحدث عن السيادة ؟! وحقيقة ما فائدة الكهرباء في تحقيق المستقبل الواعد واذا ما أضرب مستوردو الملابس الداخلية عن العمل لا يستطيع الشعب الاردني الخروج من غرف نومهم لممارسة اعمالهم؟!
ثم ما فائدة ان ننعم بالكهرباء ونصف الشعب الاردني لا يستطيعون أن يحلقوا (لحاهم) اذا ما تم قطع امدادات (الشفرات) للأردن!
يتحدثون عن أن المفاعل سيحقق اعلى درجات الامان النووي في بلد اذا ما طهر احدهم ابنه يطلق من العيارات النارية ما يكفي لصد تقدم الحوثيين باتجاه عدن، فهل سيتم منع الاعراس والمناسبات والطهور في الاردن حتى لا تسقط طلقة طائشة على المفاعل!
ويتحدثون عن ان هناك بركا مائية حول المفاعل تكفي لتبريده لمدة شهر اذا ما حصل أي مكروه، وفوكوشيما منذ عامين يتم تبريده من مياه المحيط ومش زابط، فهل هناك خطة وطنية تجبر اصحاب (التنكات) على تزويد المفاعل بالمياه بعد ان ينقضي الشهر، ام ان هناك خططا مستقبلية لمد (برابيش) من المنازل المجاورة للمشروع في حال كان هناك حاجة لذلك!
ويتحدثون عن ان الايدي الاردنية الخبيرة هي التي ستدير المشروع، على راسي كل الايدي الخبيرة الاردنية، بس من وِينْ اجتهم الخبرة حد علمكم، ونحن في الاردن لا يوجد لدينا مفاعلات وكل ما لدينا مختبرات المدارس لاجراء التفاعلات.. وفي كل مرة نجري تجربة تفاعل نفقد فيها اما عين المعلم او خشم طالب فمن أين جاءت الخبرات المتراكمة!
ويتحدثون عن ان الاردن لديه القدرة على التحكم وادارة المفاعل، يا جماعة الخير.. بالاول سايق عليكوا الله بس اقدروا تحكموا بمفاتيح التحكم في جرار الغاز التي مازالت حتى الان اذا فتحتها لا تغلق الا اذا حضر الدفاع المدني ونحن لكم من الشاكرين!
في بلدي ، يريدون من المفاعل ان يحققوا السيادة، طيب ما احنا مضمنين المطار والميناء والهواء .. هسة تشعيل (اللمبة) سيادة .. فهمونا؟ العرب اليوم