على مثل حمزة فلتبك البواكي
22-04-2008 03:00 AM
في زمن الأحزان المتسارعة، زمن الموت المفاجئ والأحلام الذابلة، يرحلون بلا وداع، ويغيبون عن العين وهم في القلب، هؤلاء الفتية الذين امنوا بربهم وأحبوا وطنهم فزادهم الله هدى، وأولاهم الشعب ثقته ومحبته، وفيهم من قضى نحبه وفيهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
أمس ودع الأردن بحزن عميق وبتقدير وإكبار بالغين واحداً من فرسان الجو الأردني، الشهيد الطيار حمزة سمير العبادي، بعد أن أوفى بما عاهد الله عليه، وأنجز وعده للوطن وكان من أبنائه الأوفياء في اشد لحظات الخطر.
حمزة فتى بعمر الورد.. كان منذ طفولته المبكرة، يحلم بدور يقوم به في خدمة الوطن ,متمثلاً في وجدانه صوراً للبطولات الوطنية التي رسمها شهداء 1948 وشهداء 1967م، والكرامة ,وحرب اكتوبر1973, لازمته منذ الصغر, وهو على مقاعد الدراسة الابتدائية, صور فراس العجلوني وموفق السلطي وكوكبة من نسور جونا الشهداء .
وعندما اتسعت دائرة معرفته بدأ يتمثل البطولات العربية والإسلامية والعالمية، ويحلم بان يكون واحداً من هؤلاء الأبطال الذين يتحدث عنهم التاريخ باعتزاز, وكان ينتظر اللحظة المناسبة لتتحول أحلامه الى حقائق على الواقع، ، وقد تحقق له ما أراد.
حمزة كان فارسا شجاعا .. وجنديا متفوقا بشهادة رفاق السلاح رغم سنوات خدمته القليلة حيث تمكن من قيادة احدث الطائرات باقتدار.
ما اقرب الأمس.. بالأمس البعيد!!! يوم الأحد .. كان موعده مع القدر.. ودع والديه فجرا.. وانضم الى رفاق سلاحه في قاعدته.. نسرا محلقا في سماء الوطن .. لم يكن يبالي وهو يقوم بواجبه . كان الشعور بالشهادة يملأ روحه حتى لقي ربه وهو يؤدي واجبه حتى آخر لحظة.
المؤكد أن هؤلاء المناضلين من فرسان الجو هم الذين يثبتون أن رحم الوطن معطاء وضرعه لن يجف.. وكل يوم يولد جيلاً جديداً من المناضلين الشبان حتى غدوا يملأون الساحة وعلى استعداد بأن يقدمون أرواحهم في كل لحظة دفاعاً عن الثرى, فمنهم من يسير على الارض ومن يطير في الفضاء حاملين رؤوسهم على أيديهم لن يسمحوا للاعداء بان يعيدوا عقارب الزمن الى الوراء, مهما علت التضحيات وتكاثرت، نسور الجو، وفرسانه الذين اخلصوا ولائهم للوطن وكانوا في طليعة المدافعين عن ثراه وعن مليكه.