لا اذكر التفاصيل تماما، فقد كانت القصة جزءا من منهاجنا الدراسي للّغة الإنجليزية في المرحلة الإبتدائية أو الإعدادية. تتحدث القصة عن جن يسمى(غارودا)، وقد ارعب هذا الجن فلاحا اسكتلنديا ، ربما كان يزرع البطاطا- وأجبره على ان يعقد معه اتفاقا يبدأ من الموسم التالي، يقضي بأن يتقاسم الفلاح والجن المحصول ، بحيث يحصل مستر جارودا على ما تحت الأرض ، ويحصل الفلاح على ما فوق الأرض.
كان الفلاح ذكيا، حيث قام بزراعة أرضه بالذرة، فحصل على كامل المنتوج من فوق الأرض ، بينما لم يحصل غارودا الا على الجذور. طبعا ، غضب الجني ، وأرغى وأزبد، وقرر تغيير شروط العقد، بحيث يحصل الجني ، على ما فوق الأرض،بينما يحصل الفلاح على ما تحت الأرض.
وافق الفلاح الذكي على العقد الجديد، لكنه قام بزراعة حقله بالبطاطا، حيث حصل على ما تحت الأرض من ثمار البطاطا، بينما حصل غارودا على الأوراق التي تنبت فوق الأرض.
لكم ان تتخيلوا ردة فعل الجني ، لكن ماذا بوسعه ان يفعل مع فلاح اذكى منه بكثير؟؟
بلا تشبيه، فالحكومات عندنا تتمزلط من التزاماتها أمام الناس بذات الطريقة. حتى لو غيرنا مطالبنا وعكسناها، فإننا نصل الى ذات النتائح مع حكومات غارودا:
فاذا نزل الناس الى الشارع مطالبين بالخبر والديمقراطية ، وزعت عليهم الماء، ثم اصدرت قوانين تتحكم فيها بالمواقع الالكترونية وكافة وسائل النشر، وتغلقها انا شاءت.
اذا طلبنا قانون انتخاب ديمقراطي يستند الى مبدا النسبية والقوائم المغلقة وانتخابات بإشراف القضاء ، وضعوا قانون انتخاب بقوائم يسعون بتشكيلها ، ويبتكرون سلطة (ما) للاشراف على انتخابات تأتمر برغباتهم.
اذا طالبنا باصلاحات دستورية ....
واذا طالبنا بالغاء المفاعل النووي
واذا طالبنا بمساواة المرأة بالرجل
واذا طالبنا بفك التبعية
ومقاومة التطبيع
و ووووووو
كل الأمور تتم معالجتها على طريقة الفلاح الإسكتلندي، مع فارق واحد....اننا على حق ونطالب بحقوقنا الدستورية في الحياة الحرة الكريمة ، ولا نتسلبط على احد.
وتلولحي يا دالية
الدستور