العرب اليوم ظهورهم الى الحائط
شحاده أبو بقر
25-03-2015 05:51 PM
معظم المعطيات السياسية والعسكرية على الارض ، وبالذات في ضوء تجاهل الولايات المتحدة للامر ، تشير الى ان الحوار اليمني المنتظر في الدوحه ، لن يكون حليفه النجاح ، في وقت تتواصل فيه الاستعدادات العسكرية لقوات الحوثيين وعلى صالح ، لإجتياح عدن والجنوب ، مثلما تتردد إشارات صريحة عن تدخل عسكري محتمل من جانب مجلس التعاون الخليجي او بعض دوله ، لجهة دعم الرئيس هادي ، خاصة وان حكومة هادي طلبت رسميا العون من مجلس التعاون .
إذا ما سارت الامور في أتجاه فشل الحوار ، فإن الصدام المباشر هو المنتظر ، وهو صدام سيدخل اليمن ضمن دائرة التدخلات الاقليمية الاوسع ، تماما كما هو الحال في العراق وسورية واليمن وليبيا ، وهذا يعني ببساطه ، ان الجزيرة العربية كلها ، ستنخرط في هذا الصراع الذي سيطول امده ، إذا لم يكن هناك تدخل دولي من خلال مجلس الامن لتدارك الموقف ، وهو امر يبدو مستبعدا في ضوء تجارب الدول العربية الاخرى التي ما زالت تشهد صراعات دموية منذ سنوات عده ، دون ان يكون هناك جهد دولي جاد لإنهاء هذا الصدام الدامي الذي حصد حتى الآن ، ارواح الملايين وشرد ملايين اخرى والحق دمارا لم يألفه التاريخ بدول هذا الصراع .
لا ادري كم من الملفات ستناقش القمة العربية الوشيكه ، هل هي اليمن ام سورية ام العراق ام ليبيا ام الارهاب ام فلسطين ام ماذا ، هذا واقع عربي مرير لم يشهده تاريخ العرب من قبل ، وهذا واقع يكشف مدى الهوان الذي حل بالعرب وخطورة المآلات التي إنجرفت بلادهم اليها ، وهذا واقع لا مجال للتعامل معه جديا ، إلا بمسارين لا ثالث لهما ، الاول تأسيس قوة عسكرية عربية مشتركة ذات حضور وأثر ، مهمتها التدخل في الشأن العربي وفق إرادة العرب دون سواهم ، والثاني توجه جاد وحاسم نحو التدويل عبر مجلس الامن الدولي لكل ازمات العرب ، وبالذات القضية الفلسطينية التي سرحت اسرائيل بها وبمفاوضاتها قرابة ربع قرن حتى الآن دون جدوى .
التدويل اولا هو الخيار العربي الاول ، وإن فشل ، فلا مناص من التدخل العسكري عربيا ، وفي كل الملفات ، وإلا فإن القادم مرعب ومروع ووبال على العرب جميعا ، فالولايات المتحدة تمكنت من ترتيب سائر امورها في إقليمنا ، وهي على وشك توقيع إتفاق تاريخي مع إيران ، وهي لذلك تطالب إسرائيل بإنهاء احتلالها ، والقبول بدولة فلسطينية الى جانبها ، ولا احد يعلم كيف وماهية تلك الدولة التي تعرضها واشنطن ، ولا حتى مصير حقوق الدول والشعوب في المنطقة ، عطفا على هكذا مقترح اميركي .
الطامة الكبرى بالنسبة لنا في الاردن ، هي في إنضمام بوابتنا الجنوبية في خضم الصراع اليمني ، وهنا ستكتمل الدائرة من حولنا تماما ، شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فهذا زمن اردني صعب وشاق ومشتبك وملتبس ، نسأل الله جلت قدرته ، ان يجنبنا شروره ، وان يجنب اشقاءنا العرب جميعا ، وبالذات في هذا الاقليم ، شروره واخطاره ، فالعرب اليوم ، ظهورهم الى الحائط جميعا ، وليس امامهم ، إلا ان يدافعوا عن بلدانهم ما إستطاعوا ، والله من وراء القصد .