منذ أن اندلقَ أزرقُها السماوي على مساحة خارطة الوطن العربي في رأس صفحتها الأولى,حتى أقسم نحلُها الدؤوب على السَهَر ليطبخ عسلهُ من حِبر مطبعتها المُتواضعة آنذاك,أمام الله,والوطن على أن يكون شعارها من قلب العرب,وينبض بنبض المواطن الأردني في الحقل,والبادية,وفي المدينة,والقرية,والمخيم.
أجل,هكذا كانت ولادة "الرأي" التي أُنجِبَتْ بعد مخاض داخل أرحام أرواح عُشاق الوطن من رجال صدقوا العهد,وما خانوا الوعد يوماً.
كبرت "الرأي" بهم,وبأسراب طيور الخبر,والحرف العربي.
كبرت "الرأي" وراحت تقفز دون أن تمُر في طور الحَبْو.
فَتيّة,صادقة,أصيلة,كزرقاء اليمامة في صدقها كانت.
أحبها الوطن فصارت واحدة من أبهى عناوين منجزاته,جابت الأمكنة,والأحياء وأضحت على كل لسان,وتصدرت المجالس,والمضافات,وطارت نحو العرب على متن السحاب بعد أن سكن لخيمتها خيرة الكتاب,والشعراء,وأصدق الحكماء,والسياسيين,والمؤرخين,والقائمة يا بيت العرب "الرأي" تطول.
عروسة الأردن "الرأي",ودون أن تلفظ "آخ" الألم,جلبوها مكبلة وهي بكامل عافيتها,فأدخلوها غرفة عمليات طارئة,ثم جمعوا لهاأطباء يجهلون مهنتهم,ولا يُتقنون سوى تشويه الجسد الجميل,وتقطيع الأطراف,وخنق الأنفاس!.
عروسة الأردن "ألرأي" تتعرض الآن,وبسبق إصرار لعملية فَصل عن توأمها المواطن الذي أحبّها والتصق بها منذ رضاعته الحرف العربي!.
مجلس إدارتها "العتيد" الذي استبدل الحروف الصحفية العربية بأرقام لا يُتقن حسابها سوى أولئك المُتخمين بالمال السائب,مال المواطن التائه أمله داخل أروقة ما يدعى بالضمان الإجتماعي!.
مجلس إدارة "الرأي" الجاهل لقراءة أسماء مدن,وقرى,وبوادي,وصحاري الأردن!,مجلس إدارة "الرأي" الذي أتحداه إن كان يقرأ الصحيفة التي يجهل كيف يُديرها!,مجلس إدارة "الرأي" قرر أن يُميت "الرأي" من خلال إغلاق مكاتبها في المحافظات ليقطع أنفاس المواطنين الذين إئتَمنوا رئتها على شهيقهم!,وهو بهذا إنما يسعى لوقف توزيع "الرأي" وبذلك يُغيّبها ثم يُعلن نبأ الوفاة بعد أن تكون قد صارت نَسياً مَنسيا!.
يا أيها الناس...
إن عروسة الأردن "الرأي" تتعرض لمؤامرة ألغاية منها إلحاقها بموتى كُثر من منجزات أردنية كانت قد سبقتها لدار الفناء!!!.
اللهم فاشهد.
اللهم رُد كيدهم لنحورهم.