يبدو أن «حفل» العلاقات العامة الذي أقامته إسرائيل لتعظيم وتكبير دور «فريقها الإنقاذي» في هاييتي قبل سنوات قد باء بالفشل بعد الإعلان عن فضيحة جديدة لأطبائها هناك بقيامهم سرقة الأعضاء البشرية لمنكوبي هذا الزلزال المدمر.
تفاصيل هذا «الحفل» المزيف والفاشل الذي أقامته تل أبيب على بعد عشرة ألاف كيلو متر في هاييتي: تمثل في «تجنيد» أكثر من عشرين وسيلة إعلامية عالمية واسعة وكبيرة مؤيدة لإسرائيل هدفها إنقاذ سمعتها التي وصلت الحضيض بعد عدوانها الأخير والكبير على غزة وقبله على لبنان في العام 2006 وغيرهما.
بما يشبه التفاخر والإستعلاء قامت إسرائيل حكومة وإعلاماً بإبراز المهمة التي قام بها فريقها «الإنقاذي» واطباؤها في هاييتي حيث جرى تصوير كل خطوة يقوم بها كل من أعضاء الفريق ونشرها فوراً على شبكة الإنترنت وفي مدونات خاصة، كما حصل مراسلو قنوات التلفزة الإسرائيلية على مقابلات خاصة و(حصرية)مع رئيس هاييتي، فيما أبرزت العديد من صحف العدو الإسرائيلي في عناوين رئيسة التحية التي أرسلها الرئيس الأميريكي الأسبق بيل كلينتون إلى إسرائيل مثنياً فيها على العمل (الجبّار) التي قامت به بعثتها في هذه الجزيرة المنكوبة وتحديداً إقامة مستشفى ميداني كبير...
ومن مظاهر هذا «التطبيل الإعلامي» الدولي لإسرائيل قيام كبرى شبكات التلفزة العالمية وصحف أجنبية كبيرة بإعداد تقارير موسعة عن فريق الإنقاذ الإسرائيلي أَطْرَتْ كلها على مهنيته العالية وهدفه الإنساني النبيل؟
وقرأنا ونحن نتابع الأحداث لهذه الكارثة..إشادة غير مسبوقة بفريق الإنقاذ الإسرائيلي وقد إعتبرت إحدى المحطات الأمريكية المعروفة (إم إس إن بي سي) والتي يصل بثها إلى 78 مليون منزل في الولايات المتحدة....
عمل الفريق خارقاً وإستثنائياً من حيث النظام والنجاعة في العمل، وأنه أفضل من عمل الطواقم الأمريكية والاوروبية. فجأةً.. تحول هذا (الحفل) الإعلامي الإسرائيلي والمدعوم بأكثر من عشرين مليون دولار أسبوعياً إلى ما يشبه (فقاعة صابون) بعد قيام الناشط الأمريكي المدافع عن حقوق السود (تي ويست) بفضح دور الفريق الإنقاذي الإسرائيلي بمافيه من أطباء ومنقذين بإستغلالهم لنكبة سكان هاييتي وسرقة أعضائهم البشرية مذكراً هذا الرجل (الأمريكي) بسرقة الإحتلال الإسرائيلي للأعضاء البشرية للفلسطينيين،عارضاً في شريط مصور الأجهزة الطبية والتقنية العالية التي أستخدمت في المستشفى الميداني الإسرائيلي لسرقة الأعضاء البشرية من أجسام الهاييتيين ودون أخذ الإذن من أقاربهم وذويهم مضيفاً: هناك أشخاص لا ضمير لهم يستغلون المواقف الصعبة ومن بينهم جيش الإحتلال الإسرائيلي الذي يعمل في هاييتي الآن؟!
للتذكير.. تضاف الفضيحة الأخيرة لإسرائيل بسرقة الأعضاء البشرية في هاييتي إلى سلسلة فضائح أخرى والتي بدأت خيوطها تظهر في الولايات المتحدة وتأكيدات بتورط حاخامات وشخصيات يهودية وماتلاه من كشف صحفي سويدي حول سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين وتلا ذلك إتهامات أوكرانية لإسرائيل بإختطاف أكثر من عشرين ألف طفل للإتجار بأعضائهم البشرية؟!
Odeha_odeha@yahoo.com