عمون - (بترا)- قال النائب الاسبق حمادة الفراعنة إن النتيجة السياسية المباشرة لانتخابات البرلمان الإسرائيلي التي جرت مؤخراً ستشطب مقولة أن إسرائيل دولة الشعب اليهودي وجعلت الهوية الوطنية الفلسطينية تزداد وضوحاً.
وأضاف في محاضرة القاها بمبادرة زمزم بعنوان "تطورات المشهد السياسي الفلسطيني في ضوء الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة" أن المفاجأة الأولى تمثلت بتشكيل القائمة المشتركة من الكتل البرلمانية الثلاثة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والحركة الإسلامية، والتجمع الوطني الديمقراطي، وكان إنجازهم رداً على قانوني الدولة اليهودية والذي دعت إليه كتلة تسيبي ليفني، ورفع نسبة الحسم الذي بادر إليه افيغدور ليبرمان بهدف شطب الدور العربي في مناطق 48 ، وإلغاء وجودهم البرلماني والسياسي.
وأشار فراعنة إلى أن تمثيلهم زاد من 11 مقعداً إلى 13 مقعداً، وحصلوا على 440 الف صوت مقابل 330 الفاً عام 2013 ، ورفعوا نسبة التصويت من 56 بالمائة إلى 65 بالمائة.
وبين أن المفاجأة الثانية هي حصول الليكود على 30 مقعداً خلافاً لكل التوقعات، بهبوط تمثيل الليكود مقعد أو مقعدين وأنه سيتعادل مع حزب العمل ومعسكره الصهيوني، ولكن النتيجة أعطت حزب العمل وحليفه 24 مقعداً، وزاد تمثيل الليكود 6 مقاعد . وقال فراعنة إن زيارة نتنياهو لواشنطن بدعوة من رئيس مجلس النواب الأميركي وخطابه أمام الكونغرس خلق حوافز إسرائيلية باتجاه التمسك بسياسة نتنياهو وتوجهاته والإصرار عليها من قبل قطاع مؤثر من الإسرائيليين. وأوضح أن حالة عدم الاستقرار الأمنية والسياسية السائدة لدى البلدان العربية واحتمالات المواجهة معها، وحالة عدم الطمأنينة السائدة، جعلت سياسات نتنياهو الأمنية مصدر اهتمام الأغلبية الإسرائيلية. ورأى فراعنة غياب برنامج إسرائيلي بديل ومقنع، وافتقاد المعارضة لشخصية كارزمية، مشيرا الى ان البرنامج الذي قدمه حزب العمل لم يكن جاذباً للإسرائيليين ولا يشكل بديلاً نوعياً أو متقدماً عن برنامج الليكود. وقال ان الشعب الفلسطيني يملك 4 مصادر قوة ذاتية تمكنه من مقاومة المشروع الإسرائيلي وتفكيكه واستعادة حقوقه، تتمثل بوجود 5.800 الف نسمة على أرض فلسطين في مواجهة 6 ملايين ومائة الف يهودي إسرائيلي، وهو عدد متقارب ويدل على فشل المشروع الإسرائيلي لطرد الشعب الفلسطيني عن أرض وطنه، إضافة إلى العداء الفلسطيني من كافة الشرائح، للمشروع الإسرائيلي فضلا عن توفر التعددية الفلسطينية وهي مصدر إثراء للنضال الفلسطيني.
وفي السياق ذاته أشار إلى الاهمية السياسية لقرارات الأمم المتحدة بدءاً من قرار التقسيم 181 ، مروراً بقرار عودة اللاجئين 194، وقرار الانسحاب وعدم الضم 242 ، وقرار حل الدولتين 1397 ، وخارطة الطريق 1515 ، والعشرات من القرارات وهي جميعها منصفة لصالح الشعب الفلسطيني بدلالة رفض حكومات تل أبيب لها وعدم الاذعان لتطبيقها . وأجاب الفراعنة في ختام محاضرته التي حضرها حشد من المدعوين والمهتمين على تساؤلات الحضور واستفساراتهم.