دون أن يرف له جفن، يقول السياسي اللبناني الكبير، بعد أن أخذ شكل الطاووس: بعد توقيع اتفاقية النووي بين إيران والقوى الخمس + 1، سيتم انتخاب رئيس للبنان!!
وللذين لم يعودوا يحسبون أن رئيس لبنان لم يعد بهذه الأهمية، نقول ها نحن امام سنة كاملة من الفراغ الدستوري، ولبنان الذي «لن يكون مقراً أو ممراً» مرتهن لقرار إيراني، والقرار الإيراني متصل باتفاق مع أميركا والغرب.. على قصة مفاعل نووي يقول الولي الفقيه إن اخلاقنا الإسلامية تمنع وجود سلاح نووي!!.
هل يروج السياسي اللبناني لإيران؟. وهل أن لبنان كان طوال العام الفائت بدون رئيس تضامناً مع إيران في صراعها مع الغرب، أم أن لبنان وبعض ممتلكات الغرب في هذه المنطقة ورئيسه رهينة؟. أم أن القصة كلها تلفيق في تلفيق، وأن أميركا والغرب لا يهمهما لبنان المرتهن، أو رئيس لبنان الغارق في قاع المجهول؟!.
والظاهر ان رؤساء هذه المنطقة معلقة رؤوسهم بقرار يصدر من طهران: ففي عدن الآن رئيس جمهورية يقول الحوثيون
انه لم يعد شرعياً، ويقول العارفون في الأمر أن طهران وراء الحوثيين، وأن علي عبدالله صالح الرئيس المخلوع هو الذي يجعل من تنظيم مذهبي بمثل هذه القوة: فهو حسب الأمم المتحدة يملك عشرات المليارات من الدولارات. وجنوده وضباطه يسهلون للجماعات القبلية قيادة الدبابات وتشغيل المدافع، وتوجيه الطائرات، ومن غير المستبعد ان تجتاح الجماعة «أنصار الله» كل الجنوب، وتعين طهران رئيساً لليمن خلفاً للرئيس السابق!!. فطهران عينت رئيس وزراء العراق ثم خلعته وعينت آخر من حزبه.. ثم رفعته درجة فأصبح المالكي: نائب رئيس الجمهورية.
وفي دمشق تكثر الاشاعات حول صراع اثنين من أهم جنرالية بشار الأسد (طبعاً مخابرات) فقراله الحوراني يحرق قصره الذي بناه من رعب اللبنانيين بعد حكمه المباشر لهم من 2002- 2005، وسرقة لبنان، وافساده،.. حرقه حتى لا يسكن فيه جنرال إيراني: يدير المعارك ضد الإرهابيين!!
وهذه المرحلة الحورانية ليست جديدة، فمن حوران حكم اربعة اباطرة روما: احدهم سبتموس سفيروس وكاراكلا، وفيليب العربي!!. وبشار الأسد يحكم على بعض سوريا نيابة عن الولي الفقيه. وجيشه يعلن انه غير قادر على الدفاع عن النظام فيأتي حزب الله من لبنان، وكتائب أبو الفضل العباس من العراق، والحرس الثوري من إيران. وكان المعلوم لأهل سوريا والعرب ان هذا الجيش السوري كان معدا لتحرير الجولان وفلسطين: فما الذي قزّمه ليقاتل قرية في الغوطة لمدة اربع سنوات؟ وكيف يحكم الأسد بلداً يحامي فيه اللبناني، والعراقي، والايراني والافغاني والشيعي والباكستاني عن نظام البعث العربي الاشتراكي؟!.
نحن نعطي طهران قوة لا تستحقها، كما نعطي إسرائيل هذه القوة، كما نعطي أميركا هذه القوة.. والحقيقة أن ضعفنا هو الذي يخيّل الينا قوة هؤلاء! الرأي