وزارة الاوقاف تقرر الاستعانة بـ 100 معلم من وزارة التربية والتعليم، لمساعدة الاوقاف بمهمة التأكد من التزام المساجد وائمتها بالثوابت الدينية والوطنية المتفق عليها.
كل علمي ان هناك جهة في البلد لديها القدرة ان تعرف شو تعشى كل اردني، وكم سيكارة بدخن كل اردني، حتى أن احدهم طلب في احدى المرات من زوجته ان تطبخ له (مقلوبة)، وحين عاد الى المنزل وجدها قد طبخت (باميا)، وحين احتد الخلاف بينهم قالت الزوجة: انت طلبت (باميا)، بينما اكد هو انه طلب (مقلوبة)، ولم يستطع الاهل في حينها معرفة الصادق منهم لان لا شهود عيان كانوا في المكان.. ولكن العين الساهرة على راحة المواطن أكدت صحة طلب الرجل (مقلوبة) وتم عرض الزوجة لاحقا على طبيب مختص ليتيبن انها فعلا تعاني من نقص (البي تولف) .. فشكر الزوج الاجهزة المعنية التي تصل الليل بالنهار حتى ننعم بالامن والامان!!
تريد الان وزارة الاوقاف من 100 معلم ان يراقبوا أئمة المساجد ، طيب والجماعة أياهم يراقبوا محال الحلويات مثلا !
والغريب أيضا ان الوزارة تطلب من المعلمين ان يتأكدوا من التزام أئمة المساجد بالثوابت الدينية والاسلامية، وقد نشاهد نحن المصلين بعد انتهاء خطبة الجمعة احد المعلمين يقول للأمام: احسنت.. وقد يطلب منه ورقة الخطبة.. ويكتب عليها: أهنأ والديه على الالتزام بالثوابت الوطنية.. او قد يضع له ثلاثة نجوم من باب التكريم.. اما الامام الذي لم يلتزم بالثوابت الوطنية فقد يقول له المعلم: أسبقني عند مدير الاوقاف، وهناك قد يقول له: أفتح أيدك ويوكل اللي فيه النصيب، وقد يطلب المعلم من الامام ان يحضر أحد والديه لوضعهم في صورة تدني مستوى الامام في الثوابت الوطنية !!
نعم نحن اليوم بأمس الحاجة الى خطاب ديني عقلاني بعيد كل البعد عن التطرف، ونحن أيضا بحاجة الى بيان صورة الاسلام السمحة من قبل الأئمة والوعاظ، ولكن أبدا لا نرضى ان يكون ذلك عبر مراقبة المنابر بهذا الشكل.. ونحن نملك القرار مسبقا بمن هو مؤهل للصعود الى المنابر من عدمه.. منذ نشأة الدولة ومنابر المساجد في الاردن في غالبها لا يخرج عن المألوف ويقف عليها شيوخ أجلاء نكن لهم كل الاحترام والتقدير..
فهل أصبح هؤلاء في يوم وليلة متطرفين علينا مراقبتهم!!
للأسف بعض المسؤولين في بلدنا لا يدركون ما يفعلون، ومراقبة المنابر قد تعني ان التطرف أصبح واقعا ملموسا في الاردن.. لذلك العاقل هو الذي يواصل رسالته كما كانت من دون تغيير، لا ان يتخذ حزمة من القرارات وكأن داعش أصبحت في وسط البلد.. ولا حول ولا قوة الا بالله. العرب اليوم