الخصاونة: ما جرى على ارض "الكرامة" إعجاز
23-03-2015 02:16 PM
عمون - أكد العميد الركن المتقاعد حافظ علي كريم الخصاونة ان نتائج معركة الكرامة وصمود الجيش العربي ودحره العدوان والحاق الهزيمة بالجيش الاسرائيلي في ظل الظروف التي مرت بها الجيوش العربية وقهر اسطورة الجيش الذي لا يقهر اسقطت حسابات اسرائيل في تدمير الروح النفسية والمعنوية للجيش العربي للضغط باتجاه قبول سياستها وفق منطق القوة، فكانت المعركة محطة اعادت للامة العربية كرامتها بعد حرب حزيران.
واشار الخصاونة لـ "بترا" ان اسرائيل مهدت لمعركة الكرامة بهجمات واسعة على طول الجبهة الاردنية بقصف جوي ومدفعي طوال اسابيع عدة لاضعاف الروح المعنوية والنفسية للجندي الاردني وعدم اتاحة الفرصة للقوات المسلحة لاعادة تنظيم صفوفها واعادة تسليحها وتعويض خسائرها من حرب حزيران وركزت منذ بدء مجريات المعركة على تكثيف القصف الجوي والمدفعي في مناطق احداثيات المعركة للضغط على القوات الاردنية نفسيا ومعنويا وشل حركتها في التصدي للهجوم البري المرتقب.
ووصف الخصاونة ان ما جرى على ارض المعركة يعد في قواميس ونواميس العسكرية اعجازا قبل ان يكون انجازا فكان للروح المعنوية التي بثها القائد الاعلى للقوات المسلحة-الجيش العربي جلالة المفغور له باذن الله الملك الحسين طيب الله ثراه والدعم المعنوي من الشعب فعل السحر في نفوس المقاتل الاردني الذي اقبل على الموت والشهادة بكل شجاعة وبسالة تفوقت على قوة السلاح المعادي، فرأت اسرائيل ما لم تره من قبل مما دفعها الى طلب وقف اطلاق النار في الساعة الحادية عشرة والنصف من صبيحة يوم المعركة.
وأضاف الخصاونة «لكن جلالة القائد الاعلى رحمه الله لم يرضخ لكل الضغوط الدولية التي مورست لقبول وقف اطلاق النار مع بقاء جندي اسرائيلي واحد شرق النهر وكان له ما أراد وهو ما يعبر عن الارادة الحرة والصادقة للاردن قيادة وجيشا وشعبا في استقلال قرارهم المنبثق من كرامتهم وعزتهم».
وقال الخصاونة ان اسرائيل ورغم تبريرها الهجوم بانه استهدف استئصال المقاومة على الجبهة الاردنية الا انها كانت تهدف الى احتلال مرتفعات البلقاء وتشكيل «جولان ثانية» تكون منطقة عازلة وواقية لها وضاغطة على الاردن للقبول بشروطها التفاوضية كما فعلت في سيناء وجنوب لبنان وفرض سياسة الامر الواقع في رسم خارطة المنطقة الا انها لم تصل الى اهدافها امام بسالة الجندي الاردني الذي لقنها درسا قاسيا ورسالة قوية من ان العرين الاردني يكون نارا وويلا على كل من يقترب منه او يحاول تدنيسه.