اليمن السعيد .. التعيس حالياً
ظاهر عمرو
22-03-2015 06:29 PM
عندما ننظر إلى مجريات الأمور في اليمن هذه الأيام ، نجد أنه يجسد حالة
الفوضى الخلاقة التي بشرت بها وزيرة خارجية أمريكا السابقة كونداليزا
رايس قبل نحو تسع سنوات ، في معرض تصورها لمنطقة الشرق الأوسط بعد أن
غاصت أمريكا في وحل العراق ، وعجزت إسرائيل عن هزيمة حزب الله في لبنان
والمقاومة الفلسطينية في غزة، من أجل اعادة خلط الأوراق وايجاد شرق اوسط
جديد حسب مصالحهم في منطقتنا والتي تضمن حماية اسرائيل اولاً وتدفق النفط
ثانياً .
تحول اليمن الحالي إلى يمنين ، شمالي وعاصمته صنعاء ويشرف عليه ويديره
الحوثيون المدعومون عسكرياً و ادارياً و مالياً و اقتصادياً من ايران ،و
جنوبي وعاصمته عدن ويديره ويشرف عليه اهل الجنوب مدعومين عربياً ،اي ان
هناك مشروعين يديران اليمن مشروع ايراني حدد أهدافه ،ومشروع عربي يتخبط .
هذا اليمن السعيد سابقاً هو يمن ملكة سبأ ويمن الحكمة ، حيث قيل ان
الحكمة يمانيه ، و هو يمن معاذ ابن جبل ، ويمن العروبة ، لكنه وبسبب سوء
سياسات بعض أهله ،اصبح الآن يمنا تعيسا ، ودولة فاشلة بكل المقاييس ، حيث
يمتلك اهل اليمن 100 مليون قطعة سلاح كل قطعة مع طرف موجه لطرف آخر ،مع
ان الجميع أهل و اقرباء ومسلمون .
طبعا لا يوجد انسان عربي او مسلم او عاقل حتى ، يقبل هذا الواقع ويريده و
يؤيده ونحن نعلم انه اليمن سابقا كان يمنين يمن شمالي ويمن جنوبي ، وكانت
هناك حرب طاحنه بين الشطرين، وتدخل الأردن كواجبه العربي ومؤيد لوحدة
اليمن ،و انتهى ذلك بأيقاف شلال الدم في ذلك الوقت وإتحد الشطران ، ولكن
بقيت النار تحت الرماد لأسباب لا داعي لذكرها .
و الآن عندما وقعت الفأس بالرأس كما يقال ، فلا مجال في اعتقادي للوحده
الا اذا تفاهم المشروع العربي و المشروع الأيراني وبموافقة عالميه من
امريكا و روسيا كطرف آخر ،وهذا الأمر صعب التطبيق في الوقت الحاضر ولا
مجال الا لحلين : اما الإقتتال و الحرب الداخليه و الطائفيه و في النهاية
التقسيم ، او تقسيم حالي بدون قتل وسفك دماء وتجربة السودان ماثله امامنا
فمئات الالاف من الناس قتلت و شردت ودمرت و النتيجة انقسم السودان الى
سودانين .
نحن لا نتمنى لليمن الا ان يكون سعيداً وعربياً واحداً موحداً ولكن اذا
لم نستطع ذلك فأقل شيء وقف القتل و الدمار والتخريب في ظل التقسيم
البغيض، وعلى اليمنيين اهل الحكمه في كل شطر ان يستفيدو من الدعم الخارجي
من كل دوله ترعاهم ، لبناء بلدهم وتطويرها وتعليمها لان ذلك فرصه يستفاد
منها بدلا من اللجوء للحرب و تدمير بلادهم، حتى يأذن الله للأمة العربية
ان يكون لها مشروعها الموحد اللذي يعيد لنا كرامتنا وعزتنا كما اصبح لهذه
الأمه شأنها عندما توحدت في ظل عقيدتها الإسلاميه