تحت هذا العنوان، وفي هذه الزاوية، وقبل اندلاع ما عرف بالربيع العربي بسنوات، وتحديدا في 15/10/2009 كتبت ما يلي.. ولم تكن نتائج وتداعيات ربيع 2011 قد ظهرت بعد:-
لا يوجد شخص في الأردن، وربما في الوطن العربي، وربما في العالم لم يطلب منه الأستاذ في الصف الخامس أو السادس أن يكتب موضوعا إنشائيا عن الربيع، ولعلّنا جميعا استخدمنا المفردات نفسها في كل مرة من زقزقة العصافير، إلى الفلاح السعيد، وذلك الكوخ الذي يرسمه الجميع على كتف النهر، ولم نكن نسكن أكواخا، ولم يكن ثمة نهر على الأغلب، وقد مر وقت طويل علينا قبل أن نتذكر الربيع.. ودرس الإنشاء المتكرر من الأب إلى الابن إلى الحفيد.
أما أول ربيع آخر أسمع به بعد أن كبرت فكان ربيع براغ عاصمة تشيكوسلوفاكيا، وبدلا من زقزقة العصافير سمعنا عن زقزقة المتظاهرين ضد الشيوعية، وأتحفنا الإعلام الأمريكي والعربي بكلام طويل عن ثورة الحرية المذكورة، لنعرف بعد ثلاثين عاما أنها كانت ثورة مأجورة من قبل المخابرات الأمريكية من دون أن يقلل ذلك من حق أهالي براغ في نيل حرية مطلقة.
ثم توالى ربيع العواصم على نحو جنائزي رتيب على غرار أغنية فريد الأطرش التي كتبها احمد شفيق كامل، وكنا نصدم في كل مرة، بأن هذا الربيع لا يحدث إلا في البلدان الاشتراكية، أو التي تعادي الأمريكان، وغالبا ما يندفع آلاف البسطاء المحبين فعلا للحرية وراء جماعات مجندة من قبل المخابرات الامريكية، وكان أخطر ربيع عرفه العالم هو ربيع موسكو الذي سلم روسيا كلها للمافيات المالية اليهودية، وصار كل تهديم لدولة اشتراكية ووطنية أو ممانعة محطة جديدة على طريق طويل من ربيع هذه المافيات.
لكن زقزقة عملاء المخابرات الامريكية واليهودية العالمية ظلت مبحوحة في آخر ثلاث "ربيعات" ربيع دمشق وإعلانه الذي لم يذكر كلمة واحدة آنذاك عن العدوان الامريكي على العراق، وربيع طهران ضد نجادي الذي يذكرنا بالمظاهرات التي نظمتها المخابرات الامريكية ضد حكومة مصدق قبل خمسين عاما، وكل ذلك لا يعني أن العواصم العربية لا تحتاج لألف ربيع وليس لربيع واحد فقط، لكن المهم هو أن نسمع أصوات الحرية الحقيقية. العرب اليوم