نتنياهو رئيسا للوزراء مجددا .. الحمد لله
اسعد العزوني
20-03-2015 07:48 PM
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا ومباركا فيه ، الحمد الله الذي يقدر ويحقق ما يقدر ، الحمد لله الذي خيب ظن بعض الأمريكيين وكثيرا من العرب ، الذين ظنوا وأغلب الظن إثم ، أن "مستعمرة "إسرائيل ، ستلفظ نتنياهو ، وتجنح للسلم لمن وقع على الإستسلام معها .
لقد ظن الجميع أن غضب الرئيس الأمريكي على نتنياهو ، سيخرجه من دائرة الحكم في تلك "المستعمرة " الإسبرطية ، التي لا تحفظ ود من هادنها وتحالف معها وقدم لها طوق النجاة ، كما فعل العرب قبل أمريكا وبريطانيا، لأن قصور تفكيرهم قادهم إلى التخيل ، أن إسرائيل تدار وتقاد بالريموت كونترول ،كما هو الحال في المنطقة العربية المبتلاة بأبنائها الذين هم في حقيقة الأمر ليسوا أبناءها ،وإنما يتعلق الأمر بتزوير في الأنساب.
ومعروف أن من ينجح في "مسخرة " الإنتخابات العربية ، من يراد له النجاح حتى لو نسي إنتخاب نفسه ، ويتم إفشال من لا يكون مرغوبا فيه ، حتى لو أنه حصل على أصوات الشعب الصيني بأكمله.
أول درس أفرزته الإنتخابات الإسرائيلية الأخيرة ، هو ان شؤون "مستعمرة "إسرائيل ،لا تدار بالطريقة العربية ، ولا حتى بالرغبات الأمريكية ، حيث نرى عملاء السي آي إيه يتدرجون في المناصب وتراهم نوابا ووزراء وبعضهم يرتقي في السلم ويصبح رئيس وزراء ،وهناك من يقف على سدة الحكم ، ويكتب التقارير عن بلده بيده ، كما كان يفعل الرئيس "المخلوع البريء " حسني مبارك.
هناك نهج في "مستعمرة "إسرائيل ، وهناك منهج يسيرون عليه ، وهناك أحلاف وتكتلات وحملات إنتخابية لها شعاراتها المدروسة وتوقيات وإيقاعات ، وآخر شعار إنتخابي لنتنياهو كان "لن تقوم دولة فلسطينية مستقلة ما دمت رئيسا للوزراء".
هذا هو النهج الإسرائيلي المعلن حتى في تفاتيح المفاوضات السرية بداية سبعينيات القرن المنصرم ، كما قال المفاوضان السريان أحمد قريع وحسن عصفور "إن الآخر وبعد عدة جولات من المفاوضات معه ، أكد أنهم لن يعطوننا سوى قن دجاج في باحة البيت الإسرائيلي فقط."
يبدو أن صانع القرار في الوطن العربي لا يريد أن يعرف أن مجتمع المستعمرين في "مستعمرة "إسرائيل ، يميني حتى النخاع ،يتسلح بالتلمود وتحديدا نسخة بابل ، ولذلك فإنهم جميعا مقتنعون أنهم ليسوا بحاجة للسلام مع العرب ولا حتى مع العالم ، ما داموا هم من يسيرون الجميع ويرسمون خطاهم ويتحكمون في مقدراتهم ومفاصل حياتهم السياسية والإقتصادية ، وكما هو معروف فإن الجميع أيضا وبالتحديد العرب يزحفون طائعين لنيل الرضا الإسرائيلي ، حتى بدون إحقاق الحقوق الفلسطينية.
لذلك فإنه بات من الثابت القول أن من ثبت ومنح الشرعية ل "مستعمرة " إسرائيل ، هم العرب العاربة والمستعربة ، وها نحن نرى الإتفاقيات والمعاهدات والرقص تحت الطاولة مع الجميع ، ناهيك عن التطبيع والتنسيق الأمني وخماية الحدود وتغيير المناهج الدراسية ،وتنفيذ أوامر معهد بحوث ودراسات الشرق الأوسط الإعلامية "ميمري "في واشطن ، وهو مركز ضغط يهودي أسسه ضباط مخابرات سابقون في الموساد لمراقبة ما يكتب في الإعلام وما يقال في المساجد وما يتم تدريسه في المناهج العربية ، وقد فوجئت "مستعمرة " إسرائيل بالتطور الحاصل عند بعض العرب بالنسبة لشطب كلمة فلسطين في المناهج والخرائط وإستبدالها بكلمة إسرائيل.
تسارع الأمور تشهد قفزات نوعية وما نراه اليوم قيام البعض بعقد صفقات لشراء الغاز العربي المسروق من "مستعمرة " إسرائيل ، وكذلك قيامنا بتزويدهم بالخضار والفواكه في يوم عيدهم الذي يحرم عليهم التعامل من الأرض بهدف إراحتها ، والأشد غرابة أن غزة المحاصرة والمدمرة من قبل "مستعمرة " إسرائيل، زودتهم قبل أيام بعشرات الأطنان من الفواكه والخضار تبعها الأردن .
آلحمد لله مرة أخرى الذي أفشل النوايا الأمريكية والعربية ، بأن نجح نتنياهو مرة أخرى ، كي يخرج عن طوره مجددا وتعمي بصره وبصيرته نشوة الإنتصار ، فيبدي تشددا غلى تشدده وتعنتا على تعنته ، وهو بذلك يساعد على كشف حقيقة "مستعمرة "إسرائيل أمام العالم .