عمون - نقدر للكاتب العربي محمد المسفر حديثه الايجابي الدائم عن الأردن والأعباء الكبيرة التي يحملها تجاه القضايا والأزمات العربية، ومطالبته الدائمة للعرب وبخاصة الدول المقتدرة أن تقف إلى جانب الأردن، وكان آخر مقالات الكاتب العربي حديثه عن التوجه الأردني نحو طهران وزيارة وزير الخارجية إلى طهران، ونداءه للعرب أن لا يتركوا الأردن يذهب نحو طهران التي تعيش حالة نشوة نتيجة تزايد نفوذها الإقليمي وبخاصة في ظل تزايد احتمالات توصلها إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وأوروبا حول ملفها النووي.
ومثل هذه الأصوات الصادقة تدرك حجم ما يقوم به الأردن تجاه أمته، لكن ربما من حقهم علينا أن نؤكد لهم أن الأردن الذي يتحرك وحيداً في ظل انهماك القوى العربية المؤثرة في مشاكلها الداخلية أو انقسامها بين محاور وأحلاف، هذا البلد تحركه الروح العربية، وحتى وهو يبحث عن مصالحه فإنه لا يفكر في «الطيران» من إطاره العربي نحو أي إطار.
ورغم المرارة التي يشعر بها الأردنيون من بعض الأشقاء لعدم وقوفهم إلى جانب الأردن كما يجب، إلا أن هذه المرارة لا تحوّل الأردن عن جوهر تحركه العربي، والدولة الأردنية يصلها ما يقوله الأردنيون الذين شاهدوا وسمعوا قبل أيام تقديم الأشقاء والأصدقاء أكثر من (12) مليار دولار لمصر في مؤتمر شرم الشيخ، بينما نرى التردد لدى بعض الأشقاء في دعم الأردن الذي يخوض معركة ضد الإرهاب، ويحمل عبء النزوح واللجوء السوري منذ سنوات، ويواجه تحديات كبرى، هذا المشهد يثير لدى الأردنيين حسرةً وتساؤلات، رغم أن الأردن قيادةً وشعباً أول من يقف إلى جانب مصر في معركتها ضد الإرهاب وسعيها للاستقرار لكن الأردن أيضاً يستحق الوقوف معه.
يشعر الأردنيون بالشكر والتقدير لأشقاء وأصدقاء لوقفتهم مع الأردن، لكننا أيضاً نشعر بالخذلان من مواقف بعض الأشقاء المترددة أو العاطفية التي لا تترجم إلى أرقام ودعم يوازي حجم التحديات والأعباء التي تحملها عن الأشقاء قبل أن تكون عن الأردن.
أصوات مثل الصوت الصادق للدكتور محمد المسفر نقدرها، ونتمنى من العرب سماعها، لكننا نطمئن كل عربي أننا رغم شعورنا بخذلان البعض لن نغادر روحنا العربية، وكما أشار جلالة الملك أكثر من مرة فإن دورنا في المنطقة نفهمه على أنه واجبنا الذي نؤديه نحو الأشقاء وقضايا الأمة، وحتى ذهابنا نحو طهران فهو أولاً وآخراً خدمة للحالة العربية رغم ما تعانيه من ضعف. الرأي