في رثاء الخَجَل!خيري منصور
17-03-2015 02:05 AM
لسعد زغلول مقولة لم تشتهر مثلما اشتهرت (ما فيش فايدة وغطيني يا صفية)، ربما لأنها كانت جريئة في وصف من سمّاهم بأصحاب المبادئ النظيفة، لأنها كالملابس الداخلية تُغسل يوميا ولم يكن في زمن سعد زغلول عدد اصحاب المبادئ النظيفة كما هو اليوم لأن لدينا في عالمنا العربي المنكوب بأهله اولا من يستديرون مائة وثمانين درجة خلال اقل من مائة وثمانين دقيقة، ومنهم من اصبح كبندول ساعة الحائط يتحرك من اليمين الى اليسار وبالعكس كل ثانية، بحجة ان ايقاع المتغيرات تسارع الى حد يبيح تغيير المواقف بلا اي حرج، وأفضل لوصف لهذا كله هو استراتيجية الحرباء التي تغيّر لون جلدها كي تنجو، لكن هذا الكائن المسكين معذور لأنه محاط بأعداء ذوي انياب ومخالب يمتصون نخاع الفريسة حين تقع، اما الانسان الذي ورث عدة ألفيات من الحضارات التي انجزت قوانين وفنونا وآدابا فليس له عذر في ارتداء بدلة من جلد الحرباء، لأن هذا التنكر به انكار لكل ما كابدت البشرية لترسيخه من الأخلاق وما يتعلق بالكرامة واحترام الذات وشجاعة الرأي.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة