اختلف الفقهاء في النباش ( الذي يفتح قبور الأموات ليسرق ما وضع مع الميت أو ما هو موجود في جسده مثل سن الذهب أو اليوم سرقة الأعضاء ) هل هو سارق تقطع يده ؟ أم هو مجرم يعاقب بالتعزير لاعتدائه على كرامة الميت وذويه ؟!، أياً كان الصواب فالمهم أن عمله جريمة يعاقب عليها.

النباشون اليوم مستمرون في نبشهم لأهداف خبيثة انتقامية تعبر عن الحقد الدفين المغروس في النفوس المجبولة بحموضة لا تطاق.

رأينا بالأمس وهم يقتحمون ( تكريت ) يذهبون الى قبر من أعدموه صباح عيد الأضحى وفق التوقيت السني للعيد ليقولوا للسنة هذه هي أضحية العيد قدمناها بالنيابة عنكم !! لا تتعبوا أنفسكم بالبحث عن الأضاحي فأضحيتكم هذا العيد متميزة مضحية مشهودة سيبقى يتحدث بها الناس على مر الدهور .

علق الرجل ودفن وصار من الماضي فلماذا النبش من جديد ؟! هل تتمسكون بسياسة الانتقام وتعميق الجروح ؟ هل تريدون للنار أن تنطفئ أم أنتم مشعلوها مؤججوها مثيرو أوارها ؟! أيظن النباشون أن أهل المنبوش بدون حس ولا شعور ؟! أيظنون بفعلتهم المدانة أنهم يبنون مستقبلاً ؟! وأقف مع نفسي مخطئاً تساؤلاتي فأنا أعلم أنهم هم الذين نبشوا التاريخ ولا يجدون عيشاً لهم إلا باختراع كل الكذب لتكون قصصهم أدوات نبش يدربون من خلالها الأجيال على فن النبش !! وما دام الأمر نبشاً فمن مقتضياته اللطم والنواح والجنازير والدماء اللازمة لأصول الغرس والإقناع للأجيال ؟! ألستم أيها النباشون من دعا الشهيد عام ٦١ هجرياً ثم تركتموه تحت سيوف الظالمين ؟!

ألستم من أوجد الضحية والكفن والجلاد ؟! ومع كل هذا تقتلون القتيل وتبكون عليه وتمشون في مواكبه ؟! إن النبش صنعتكم وفنكم ولكنه لن يفيدكم بشيء لأن الصحيح هو الذي يصح ، واحترام الميت سنة البشر فقد وقف محمد صلى الله عليه وسلم لجنازة فقالوا إنها ليهودي ، فقال : أليست نفساً !!! واذا كانت داعش تعتدي على النفوس البشرية الحية فإنكم أيضاً تقومون بهذا تجاه الأحياء والأموات !! لا يزال نبشكم مستمراً وإلا فما معنى أن تخصصوا مكاناً تسمونه ( لعن عمر ) !! وما السر في مطاردة كل من يسمى عمراً ؟! ولماذا تنبشون ( صلاح الدين ) الذي أجمعت الأمة على أنه حقق لها عزة بإذن الله تعالى ؟! لماذا هذا النبش عبر الفضائيات حيث يتولى النبش من يحملون على رؤوسهم عمائم بألوان شتى !! لماذا لا يوجهون كلامهم في الخير والدعوة الى الاسلام الصحيح . شاهدت فلماً لأولئك النباشين وهم يلقنون امرأة مغربية ضموها لمذهبهم ربما لفقر أو جهل وقام نباش منهم يلقنها شهادة دخول الإسلام !!! : قولي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن علياً ولي الله وأن أبا بكر وعمر وعثمان في النار .

فتأملوا يا عقلاء الناس أينما كنتم أهذا مجرد خلاف تاريخي أم استدعاء للتاريخ بنبشه لتحقيق المزيد من الفشل والإحباط لتذهب ريح الأمة وقوتها ووحدتها ومكانتها بين الأمم

‏