احلامنا باتت فردية لا حلم مشتركا يجمعنا، والحلم هو ظيفة توقعية يتنبأ من خلاله الشخص بما يمكن أن يواجهه في المستقبل. لطالما سمعنا عن الحلم الاوروبي، والحلم الامريكي، لكن اين الحلم العربي !!
اما من حلم عربي يوحد هذا العالم العربي على قلب واحد ورؤية واحدة متنوعة الابعاد والامال، لعله يكون حلماَ يمكننا من الحصول على قدر أكبر من الديمقراطية والمساواة وتحسين الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، على أن يتضمن الحلم فرصة الأطفال في الحصول على التعليم وحقهم لعيش الطفولة ببراءة وعفوية وسلام واطمئنان، كذلك أن لا يسقط من الحلم حق الشباب بأن يجد حقه ويثبت وجوده في المجتمع وأن يتوفر له فرص العمل المناسبة الطموحة والمحققة لاهدافه وتطلعاته.
واخيراً ان يحفظ الحلم حق الفرد باتخاذ القرارات الفردية التى ترضيه دون الاعتبار للقيود الطبقية، أو الطائفية، أو الدينية، أو العرقية.
هل لنا أن نحلم، دون أن يفرض علينا الحلم بالمستقبل قطيعة مع الماضي؛ بل أن يعتمد الحلم على تواصل واستجلاب الخير الذي كان في الماضي، ثم الانطلاقٌ إلى المستقبل لمحاولة البحث عن فرصه، فهذه قضية في غاية الأهمية، إذ يدّعي البعض أن علينا ترك الماضي بخيره وشره، وأن نتبنى ما عند الآخر بخيره وشره، وننطلق إلى المستقبل، وهذا أمر لم يحدث حتى في الحضارة التي يقوم البعض بتقليدها والإعجاب بها، فمثلاً جيمس تراسلو أدامز عندما تحدث عن الحلم الامريكي عام 1931 وصفه بأنه قدرة المواطنين على العيش «حياة أفضل وأكثر ثراء وسعادة «ثم نادى الحلم الامريكي بالديمقراطية وقام على وعد بتحقيق فكرة تنص على أن «كل الناس قد خلقوا متساوين، وأن لهم «بعض الحقوق غير القابلة للتغيير» والتي تضم « حق الحياة والحرية والسعي وراء تحقيق السعادة وتعتبر الولايات المتحدة نفسها منارة الحرية والازدهار.
نريد حلماً عربياً بخصائص تناسب أمتنا العربية وتحافظ على خصوصية وطبيعة عالمنا العربي، ما نريده ديمقراطية حقيقية، ومساواة وعالما لا فساد به، عالما عربياً مزدهراً سلاحه العلم والمعرفة والقيم الطيبة، نريد حلماً عربيا واحداً مشتركاً لا خلاف عليه رافضاً لكل انقسام أو مغالاة وبعلو الصوت ينادي لا للارهاب والتطرف، نعم للسلام والمحبة والانتماء للأوطان الغالية. الرأي