نظرة سريعة الى اسماء المشاريع الإقتصادية الكبرى التي حصلت في الأردن خلال العقود السابقة، إضافة الى نظرة موازية الى اسماء الملياردية الجدد، تجعلنا نشكك في تلك الحكم القديمة التي تدعونا الى الجد والمثابرة حتى نصل، وهذا الكلام ينطبق ايضا على جميع اقطار العالم العربي ..ولا فخر.
قرأنا هذه القصة في الصفوف الإبتدائية ..انها قصّة النملة والصرصور التي تحث على العمل وتؤكد على ضرورة أن يمضي الإنسان كل وقته في العمل ، لكننا لم نكن نعرف انها للكاتب الفرنسي لافونتين La Fontaine .... وقد تذكرتها للتو بعد ان جاءتني على بريدي الأليكتروني معدلة، بدون ذكر اسم المعدل.... وأنشرها لكم هنا ليس للمتعة فحسب ، بل للعبرة ايضا ، وهي عبرة مطلوبة في زمن العولمة.
تقول الحكاية المعدلة، كما وصلتي، مع بعض التحريف :
كان يا ما كان في قديم الزمان كان هناك نملة وصرصور وكانا صديقين حميمين ... في الخريف، كانت النملة الصغيرة تعمل بدون توقف، تجمع الطعام وتخزّنه للشتاء. ولم تكن تتمتّع بالشمس، ولا بالنسيم العليل للأمسيات الهادئة، ولا بالأحاديث بين الأصدقاء وهم يتلذذون بتناول المرطبات المثلجة بعد يوم كدٍّ وتعب.
في الوقت ذاته، كان الصرصور يحتفل مع أصدقائه في المدينة، يغني ويرقص ويتمتّع بالطقس الجميل، ولا يكترث للشتاء الذي أوشك على الحلول ... وحين أصبح الطقس بارداً جدّاً، كانت النملة منهكة من عملها، فاختبأت في بيتها المتواضع المملوء مونة حتى السقف.
ما كادت النملة النشيطة تغلق الباب حتى سمعت أحداً يناديها من الخارج. ففتحت الباب، فاندهشت إذ رأت صديقها الصرصور يركب سيّارة فرّاري ويلبس معطفاً غالياً من الفرو. قال لها الصرصور: صباح الخير يا صديقتي! سوف أقضي
الشتاء في باريس.... هل تستطيعين، لو سمحتِ، بأن تنتبهي لبيتي؟
أجابته النملة: - طبعاً. لا مشكلة لدي. ولكن، قل لي: ما الذي حصل؟ من أين وجدت المال لتذهب إلى باريس ولتشتري هذه الفرّاري الرائعة وهذا المعطف؟
أجابها الصرصور: تصوري أنني كنت أغني في المقهى الأسبوع الماضي، فأتى منتج وأعجبه صوتي ... ووقعت معه عقداً لحفلاتٍ في باريس. آه، كدتُ أنسى. هل تريدين شيئاً من باريس؟
أجابت النملة: نعم ! إذا رأيتَ الكاتب الفرنسي لافونتين قل له: صديقتي النملة تسلم عليك وتقول لك:
- (....) فيك وفي نصايحك!! الدستور