لمن سأصوت في الانتخابات الأمريكية
20-04-2008 03:00 AM
أقر وأعترف ابتداء أنني "مش أمريكاوي" وبالتالي لا يحق لي التصويت في أي انتخابات أمريكية! لكنني مع ذلك أطالب بتعديل الدستور الأمريكي للسماح لكل مواطني العالم، وأنتم وأنا من بينهم، بالتصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة (وربما حتى التشريعية)!!
أسبابي بسيطة وواضحة:
فالرئيس الأمريكي لم يعد رئيسا لأمريكا وحدها...
يلعب البايسبول باقتصاد بلاده، فتتدمر اقتصادات العالم كله.. (بمنطق الدومينو)!
يتلاعب بمعادلات السوق لتستفيد شركات تكساس النفطية من الارتفاع الصاروخي لأسعار البترول، ثم يتهمنا بالجشع وعدم الإحساس بمعاناة الأمريكيين... (يا حرام!)
يأتي إلى عالمنا ويحتل بلداننا على عينك يا تاجر ويشعل الحرائق حولنا دون احم ولا دستور، ثم يسألنا "لماذا تكرهون أمريكا"؟ (كأننا فعلا نكرهها!؟؟)
ينحاز ضد قضايانا ويشق طريقه للرئاسة بمعاداتنا بدءا من التصريح المتكرر عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وانتهاء بحقها الحتمي والأزلي في التفوق النووي، ويتوقع منا أن نقول تشيز ونبتسم للصورة حتى لو كانت مع كوندوليزا رايس!
يقدم لإسرائيل كؤوسا مترعة من دماء الرضع وبنات المدارس، ثم يؤلف قصصا عن تزويرنا لصور الأطفال القتلى! (كأن شاليط بريء ومحمد الدرة قاتله)..!
يغمرنا ببركات الديموقراطية الأمريكية ويتوقع منا أن نقيم أفراحنا بمناسف المكدونالدز ودِلال القهوة بالحليب... (لم يبق إلا أن يطلبوا منا ارتداء العقال على شماغ جينز، لكن فشروا، سنرتديه على "برنيطة"!)
يعادينا في كل المحافل الدولية من مجلس الأمن وحتى جوائز الأوسكار، ومع ذلك يأتي بعين وقحة ليتهمنا "نحن الساميين الأقحاح" بمعاداة السامية...!
يربي ثعبانا بحجم القاعدة ثم يرميه في عبنا نحن ويرمينا بتربيته... وحين يبدأ الثعبان باللدغ يمنة ويسرة، لا يعترف أحد إلا بالضحايا ذوي العيون الزرق! (كأن دماءنا متهمة أيضا!)
يستخرج كل النظريات الدينية عن صراع الحضارات وهرمجدون والشعب الموعود وأرض إسرائيل، ثم يتهمنا نحن بالتطرف الديني (كأننا نحن من صلب المسيح!!)
يمارس كل سلوكيات العداء المعلن علينا ثم يحدثنا عن أمريكا المسالمة التي ترغب بصداقتنا (كالذي ما من صداقته بد!)
ينظر علينا بحقوق الإنسان والحرية الفردية، ثم يريد أن يتدخل في ما ندرسه ونسبة الماء في حليب الأمهات ودرجة الشفافية في قمصان النوم ولم يبق إلا أن يجلس معنا لتدخين الهيشي! (ليستوفي ضرائبه!)
ثم يصرعنا بنظرياته عن اقتصاد السوق والانفتاح الاقتصادي وحرية التجارة العالمية والعولمة الجالبة للرخاء، قبل أن نكتشف أن محافظنا كانت تتعرض للنشل المنظم بأيدي أمريكية (أو متأمركة...!)
حتى حين نأكل، أو ندرس أو نسافر أو ننام، أو نحلم، يريد أن يشاركنا في كل شيء، كأنما هو بعض من قدرنا الذي نسأل الله اللطف فيه! (ألم تصبح القاذفات الأمريكية جزءا من كوابيس أطفالنا!)
والأدهى والأمر... أنه يغضب حين نشاهد فيلما وثائقيا من منتجات الحضارة الأمريكية مثل Bush’s Brain
بالله عليكم، إذا كان الرئيس الأمريكي يتدخل في حياة كل واحد منا إلى هذا الحد، ألا يحق لنا المطالبة بحصة في اختياره.. احسبونا هنود