facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




نتعذب بذنوب غيرنا


شحاده أبو بقر
15-03-2015 10:01 PM

لم يعرف تاريخ البشرية أحدا يتعذب بذنوب غيره ، سوانا نحن في الاردن ، فقد بات مكتوبا علينا وضعيا لا قدرا ، أن ندفع اثمان نزوات غيرنا ، وحتى من قوت عيالنا وقدرات دولتنا على محدودية تلك القدرات ، ومع ذلك ، فنحن نتلقى القليل من الدعم ، والكثير الكثير من المدح والإشادة النظرية وحسب ، حتى لقد بتنا نستمرئ هذا الحال كما لو كان وظيفة لا يشغلها احد غيرنا .

لا حاجة بنا لاستعراض التاريخ ، لكننا فقط نذكر والذكرى تنفع المؤمنين ، أن بلدنا ذا القدرات المادية المحدودة ، وبالذات في اساسيات الحياة وهي الطاقة والمياه ، كان عليه وما زال ، ان يستوعب كل مخرجات الحروب التي شهدتها وتشهدها المنطقة على قسوة تلك المخرجات ، وأن يوفر للفارين بارواحهم واعراضهم من اهلنا العرب وسواهم ، متطلبات العيش الكريم ، من ماء وهواء وغذاء وتعليم وعمل وصحة وخدمات ، وعلى حساب قدراتنا ، ويعلم الله اننا بذلك سعداء لا أشقياء ، ولسبب بسيط ، هو ان الفارين هم من اهلنا العرب عموما ، وتأبى علينا اخلاقنا وديننا وموروثاتنا ، ان نتقاعس او نتردد في الجود من اجلهم ، بالموجود واكثر .

اليوم تتفاقم الالتزامات اكثر فاكثر ، وتشتد الحروب والنزوات والتطرف والمعارك الاهلية من حولنا ، وتتعاظم المتطلبات التي ترهق كاهل دولتنا وشعبنا ، ولا نجد غير الاشادة التي يطلقها زائرونا من. ممثلي الهيئات الدولية وسواها ، لا بل هناك من لا يتقي الله حتى في ذمنا وإتهامنا بالمتاجرة بالمصائب ، حتى وهو السبب والمسبب لها ، ويتعدى الامر ذلك وبلا ذرة حياء ، الى تهديدنا ، نحن الذين نتحمل وزر اخطاء وشطحات وحروب غيرنا .

لو كان هذا العالم يستحق حقا وصف عالم حر ، ولو بقي على وجه الارض قدر من عدل وقيمة ومبدأ، لما ترك الاردن وحيدا يواجه اقدار غيره من قوت شعبه ، ولو صدق الطامعون والطامحون الذين يتقاتلون اليوم على المكاسب والمناصب والرئاسات ، ولا يهمهم بشاعة القتل والدم وتشريد الشعوب باطفالها ونسائها وشيوخها وجرحاها والثكالى فيها ، لتوقفوا من فورهم عن مواصلة بطولاتهم الزائفة ، ولرحمونا ورحموا شعوبهم وإخوانهم في العروبة والدين ، هذا إن كانوا يؤمنون بشئ من هذا .

عناية الله فوق كل عناية ، وهي معنا في الاردن بإذنه ، وإلا لما كان بمقدورنا تحمل ما تحملنا ، والصبر على ما أصابنا بذنوب غيرنا لا بذنوبنا ، والله يعلم سبحانه ، أن ذنوبنا إن وجدت ، لا تساوي شيئا امام ذنوبهم بحقنا وحق شعوبهم ، لا بل وحق الانسانية بأسرها ، والمؤلم انهم يتفرجون علينا ونحن نقدم من قوتنا ومال دولتنا وقدرات بلدنا ، ولا يرف لاكثرهم جفن ، فلربما تصوره بعضهم واجبا وظيفيا نحوهم ، ولربما إستساغ بعضهم ظلمنا لصبرنا وحلمنا وحيائنا عن المنة على الاخ والشقيق ، والضيف حتى لو كان غريبا .

مواطنو الاردن وفق التقديرات يبلغ تعدادهم قرابة سبعة ملايين انسان ، والاردن اليوم يستضيف مثلهم تقريبا ، معظمهم لاجئون مشردون من حروب بلدانهم ، او اشقاء مقيمون ، وجميعهم اهل لا بل احبة عيوننا لهم ، لكننا نسأل ما يسمى بالعالم الحر ، ومنهم تجار الحروب الباحثون عن المغانم والمصالح على جماجم الاطفال ومعاناة الشعوب ، هل على الاردن ان ينوب عنكم وعن المجتمع الدولي كله ، في تحمل العذاب ودفع الاثمان لمصائب انتم سببها ومسببها ومحركها بحثا عن مصلحه ، هل من العدل والمروءة والانصاف ، ان يقتل ويتشرد ويجرح ويثكل ويتيتم ملايين العرب والمسلمين ، وانتم بهذا سعداء من اجل مصالحكم ، وأية مصالح تلك التي تتعارض بالكلية مع إرادة الله في خلقه سبحانه ، ولا حول ولا قوة ألا بالله ، وهو جلت قدرته من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :