سجود ابنتي التي لم تكمل بعد خمس سنوات من عمرها المديد- باذن الله تعالى- منهمكة هذه الايام بحفظ انشوده جميلة عنوانها "انا البندوره الحمرا".
ففي كل مساء وعقب صلاة العشاء تقف سجود امامي تردد بصوتها العذب وببراءة الطفولة المجردة من التكلف كلمات الانشوده التي تقول فيها، " انا البندوره الحمرا .. مزروعة بين الخضره.. تاكل مني تا تشبع.. وتصير خدودك حمرا".
بداية ، تأتي اهمية هذه الانشوده الجميلة في وقت تستحق فيه "البندورة" منا كل الثناء والتقدير، خاصة وانها تعيش ايام عز ومجد قل ان تعيشها فبعد ان كانت "البكسة" الحمرا بـ 70 قرشا ، اصبح الكيلو الواحد اكثر من دينار ونصف الدينار، حتى ان التجار يقومون هذه الايام بوزنها على غرار "الذهب"، اذا انه لا مجال لـ "طبشة الميزان" التي باتت مكلفة بالنسبة لهم.
يبدو لي ان ارقام النمو و تذبذب معدلات التضخم و مؤشرات الاسعار وخطط الطواريء الحكومية، والمطاردة اليومية بين اشباح السلع والاسعار زجت بنفسها مبكرا في تفكير "سوسو".
فهل من الممكن في ظل هذه "الميمعة" من الافكار ان تقف سجود بين يديي لتنشد "بلاد العرب اوطاني" او "القدس لنا".
اعتقد ان السنوات العجاف القادمة ستدفع بسجود الى حفظ المزيد من الاناشيد الجملية ومنها "انا اللحمة الحمرا تفرج عليّ ولا توكل، وانا الخبز اللي كان مدعوم، وانا وانا.......الخ.
والله من وراء القصد....
wesamabadi@yahoo.cm