facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العرب وإيران إلى أين؟


شحاده أبو بقر
13-03-2015 09:11 PM

ثمة تساؤل كبير يطرحه العديدون هذا الأوان ، عن المصير السياسي المستقبلي للعراق ، بعد انتهاء الحرب التي يخوضها كل من العراق وإيران على تنظيم داعش الارهابي ، وهل سيكون النصر إيرانيا بالذات ، خاصة في ظل التصريحات الايرانية التي تقول ً اننا حررنا خمسة وثمانين بالمائة من الاراضي السوريه ً ، فهل سنسمع تصريحات تقول بان ايران هي من حرر الارض العراقية مثلا .

هذا تسؤل مشروع في ظل غياب عربي واضح عن تلك الحرب التي تبدو في نظر العالم ، كما لو كانت حربا إيرانية تؤيدها واشنطن التي لا تبخل احيانا ، في أبداء ما تسميه بالقلق عن اهداف ايران اللاحقة في العراق بعد هزم الارهاب ، وهو تساؤل يفتح الباب لتساؤل اكبر يقول اصحابه ، وما شأن ايران بالعراق اساسا ، حتى ترسل قواتها جهارا نهارا للحرب في العراق ، وفي سورية كذلك ، اليس العرب هم الاولى بان تكون قواتهم هم ، هي من يحارب لإعادة السلام الى هذين البلدين العربيين ، ثم باي حق او غطاء دولي تنغمس ايران في الحرب ، وما الذي تريده في نهاية المطاف ، ولماذا ترحب حكومتا العراق وسورية بالتدخل الايراني ، ولا تقبلان في المقابل بتدخل عربي مماثل ، او حتى وحيد ، بأعتبار ان لا احد من العرب له طموحات مستقبلية في أي من هذين البلدين العربيين .

قلنا ولن نمل القول ، بأننا نتمنى ان يكون هناك تآلف عربي ايراني يضم كذلك تركيا ، مهمته إعادة الهدوء الى الاقليم كله ، ولمصلحة الجميع عربا وايرانيين واتراكا ، إلا ان غياب العرب بالذات ثم تركيا ، وإنفراد ايران دون سواها ، بالتدخل عسكريا وسياسيا في كل من سورية والعراق ولبنان واليمن ، ولا ندري اين لاحقا ، يثير التساؤلات الكبرى عن المستقبل ، وما الذي يدور بخلد إيران التي يرى العرب فيها داعما ومتبنيا للعرب الشيعة دون السنة خارج حدودها ، وفي عالمنا العربي تحديدا .

سعدنا كثيرا بزيارة وزير خارجيتنا الى طهران مؤخرا ، وسعدنا اكثر بما قيل عنه حوارا بين مثقفين اردنيين وإيرانيين في عمان ، ومصدر سعادتنا هذه ، يكمن في إعتقادنا بان تحولا طيبا كهذا ، قد يفتح الباب لصراحة متبادلة بين العرب وايران ، وعلى نحو قد يوصل جيراننا الايرانيين ، الى قناعة بأن تدخلاتهم في الشؤون العربية الداخلية ، ليس لها من نتيجة سوى تعميق الشكوك وإثارة النعرات الطائفية ، ووضع العرب وايران على طرفي نقيض ، وهو حال يسر اعداء العرب وإيران معا ، ممن يعملون ليلا نهارا ، على تعميق الفتنة الطائفية بين الجانبين ، لا بل يرون ضالتهم المنشودة، في تفاقم الصراع بين العرب وإيران ، خاصة في ظل الاحساس الشعبي والرسمي العربي المتنامي ، بأن ايران باتت خطرا يتهدد البلاد العربية ، ولا بد بالتالي من صدها ، وليس سرا ولم يعد خافيا ، ان كثيرين في عالمنا العربي ، صاروا يرون في ايران خطرا مماثلا للخطر الاسرائيلي ، خاصة بعد دورها المعلن في سورية والعراق واليمن ، وتدخلاتها في البحرين ولبنان .
ندرك عمق الدبلوماسية الاردنية التي يقودها جلالة الملك شخصيا ، وندرك وجاهة مسعاها لتقريب وجهات النظر مع ايران ، فالعرب احق واجدر بالتحاور مع ايران من الولايات المتحدة والغرب كله ، ولمبررات عديدة ليس اقلها ان ايران جارة للعرب ، الى جانب كونها بلدا اسلاميا ، ونأمل ان تدرك ايران بالذات ، ان مصالحها الراهنة والمستقبلية ، هي مع العرب قبل سواهم ، وان تفاهما معمقا بين ايران والعرب وتركيا ، ستكون له آثاره الفورية والمستمرة في إنهاء الصداع المزمن الذي يعانيه الاقليم كله ، والصراع المستفحل الذي تديره اميركا واسرائيل بما يخدم مصالحهما وحدهما ، دون العرب وايران وتركيا ، وهما صداع وصراع حلهما ممكن وبقوه ، إذا ما قام تفاهم وتآلف عربي ايراني تركي ، على قاعدة الاحترام المتبادل ، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية لاي طرف ، وبناء تعاون اقتصادي اجتماعي عملاق بين اطراف هذا المثلث ، وبما يعود على شعوبهم واقطارهم بالخير والحياة الكريمة المطبوعة بالرخاء ، وبما يجعل منهم قوة اسلامية قادرة على فرض رأيها وإرادتها على الموائد الدولية كافة ، وبما يمكن كذلك من التوصل الى حل مشرف للقضية الفلسطينية وللقدس الاسيرة ، والاهم من ذلك ، بما ينسجم وإرادة الله سبحانه ، في قيام المحبة والتعاون والتميز بين المسلمين إبتداء، وعلى نحو يخدم الاسلام دين الحق والرحمة للبشرية كلها . فهل نعيد التفكير مليا بما نحن فيه ، وبما يجب ان نكون فيه وعليه ، عربا وايرانيين واتراكا ، نتمنى ذلك ، ونرى في نقيضه ، مخالفة لشرع الله سبحانه ، وتكالبا زائلا على الدنيا دون الآخره ، في زمن نحن جميعا احوج ما نكون فيه ، الى التعاون بدل التحارب . والله من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :