لكل من البشر مرحلة يعيشوها في الحياة ابتداءاً من الطفولة الى الشباب ثم النضج والبلوغ وصولا الى مرحلة كبر السن,ولكل مرحلة صفات تتصف بها بما تحمل فيها من جمال أو قباحة,بحيث تصبح تلك الصفات سمةٌ من سمات تلك المرحلة.
فمرحلة الراس عندما يعتلي شيباً,والتي يعتبرها البعض انها مرحلة تحذيرية للعمر المتبقي ويعتبرها آخرون أنها مرحلة الوقار ورشد الانسان ونقطة تحول لكبر العمر مما يجعلنا ننظر جميعا الى الشعر الأبيض بإحترام لشعورنا بتقدم العمر ويضفي ذلك على النفس الإحساس بالوقار وإحترام الذات بحيث يكون كل تصرف محسوب على الفرد ,ويُحْكَم عليه من خلال تصرفاته ومدى الوقار الذي يفرضه بذاته على الآخرين وبهذا يعكس ملائمة تصرفاته مع الابيض الذي يعتلي رأسه.
وهذا الامر يشمل كلا الجنسين المرأة والرجل,حيث اننا نجد كثير من النساء اللواتي يحاولن إخفاء عمرهن الحقيقي بالاصباغ ورغم ظهور التجاعيد في الوجه إلا انهن يصرن على سلوك تصرفات تعريهن من الوقار واحترام الشيب الذي يفرض وجوده بحكم العمر والزمن,الشقاء والظروف,وهذه ظاهرة شائعه عند كلا الرجال والنساء,إلا أننا نُصْعَق عندما تلفت نظرنا إمرأة على مشارف الستينات ,تحاول إظهار نفسها بروح الشباب وتتصرف تصرف المراهقات دون ادنى احترام لذاتها أو بيتها وأولادها معتقدة أنها تصنع لنفسها ذاتاً حُرمَت منها في حياتها أو لتستعيد عاطفة ماتت في داخلها وللأسف على ظهور ذوي النفوذ الذين أكسبوها ذلك.
مثل هؤلاء لا يكسبن الكثير بل يسقطن سقوطاً بشعاً وملفتاً للآخرين ويعشن حياة بائسة يرافقهن كل الاحاديث التي تدور حولهن وتبقى منسوبه لهن حتى لو غادرن تلك الاماكن,فقد وقعن في الفخ وأوقعن غيرهن فيه,فلا إحترام للشيب,ولا قبول وتسليم أو حتى الرضى بما منحهن الله ,إلا أن الجشع وحُبَ إمتلاك الغير ورغبتهن في الظهور متسلقات على ظهور الآخرين يجعلهن يخسرن الكثير لتصرفهن تلك التصرفات الرعناء التي لا لا تتصرفها الا المراهقات.
عليهم أن يتعاملوا في الحياة بما يتناسب أعمارهم وأن يحافظوا على روح الشباب فيهم كونهم تجاوزوا مشاكلهم الحياتية وأكتسبوا الخبرة التي تجعلهم التعامل مع الامور بروية وواقعية وهدوء,لا أن ينقلبوا على أعمارهم ويتجاوزوا الابيض على رؤوسهم ,فالعمر محسوب بالسنين التي تمر في حياتنا جميعا,ولمثل هؤلاء لا يسعنا الا ان نقول...التزموا الوقار واحترموا الابيض الذي يزين رؤوسكم ويعكس ما تحمله عقولكم ونفوسكم وتذكروا سعيد بن المسيب عندما قال (كان إبراهيم أوَّل النَّاس أضاف الضَّيف، وأوَّل النَّاس قصَّ شاربه وقلَّم أظفاره واستحدَّ، وأوَّل النَّاس اختتن، وأوَّل النَّاس رأى الشَّيب، فقال: يا رب، ما هذا؟ قال: الوَقَار، قال: رب! زدني وقارًا) .