قبل عدة أيام كنت تطليقين مبادرة مدرستي وقبلها لم تتواني يوما عن تقديم كل الدعم والاهتمام لقطاع التربية والتعليم فهاهي جائزة المعلم المتميز غدت مقصدا وحافزا لكل معلم ومعلمة من اجل عطاء أكثر نراه يثمر طلعا طيبا في فلذات الأكباد الذين يكبرون ويكبرون وتكبر معهم صروح المجد والتقدم والرفعة في أردن أبي الحسين


مدرستي .... يا صاحبة الجلالة وأنت وتطليقينها مبادرة كريمة منك تعكس حرصك الكبير ورؤيتك الثاقبة لمشروع ناجح يضمن تطوير التربية والتعليم في أردننا الحبيب

مدرستي لا أراها تختلف كثيرا عن الأردن أولا و كلنا الأردن وكأنها تخترق كليها وتلتقي معهما في عمق الهدف وان كانت مخصصة لقطاع دون غيره ولكن يمكننا القياس عليه إلى غيره من القطاعات ، والباحث في عمق المدلول لا بد له أن يرى في فلسفته رؤية اكبر واشمل من أن تكون مبادرة لقطاع دون غيره ، هي دعوة لنا لنكون على قدر أهل العزم فأنت عندما تقول مدرستي أي خاصتك .. مدرستك أنت أي أن تحظى تلك المدرسة باهتمامك وكأنها جزءا من أشياءك الخاصة وما تملك وفلسفة الموضوع أننا لو وصلنا إلى ثقافة وطنية تنطلق من فكرة مدرستي فان روح العمل المخلص يتعمق في النفس ولنقس على ذلك أن تقول بيتي ، قريتي ، مدينتي ، محافظتي ، جامعتي مديريتي ، مؤسستي ، واجبي ، مسؤولياتي وكل تلك تؤدي بك إلى وطني ، ولنتصور أننا نظفي على تلك الأشياء كلها صفتنا الخاصة وكأنا نملكها فهي لنا وطبعا خاصة الإنسان يخلص لها بالعمل أكثر من غيرها


ولو أخذنا المبادرة في جانبها الأخص أي الفئة المستهدفة للعمل وهم طلبة المدارس وما تنعكس عليهم هذه المبادرة غرس حب الوطن في نفوسهم وتدريبهم على الانتماء والولاء من خلال حفزهم على العمل من اجل مدرستهم الأمر الذي يعمق فيهم شعور الإخلاص والتفاني وروح الإبداع والابتكار والمبادرة لتصبح المدرسة في أعينهم أكثر من كونها جدران ومقاعد ولوح وكرسي وطاولة بل هي نفحة إبداع أيديهم الصغيرة وحبات عرق من جباههم البريئة وابتسامة عيونهم الوردية وكتاب آمال وشريط ذكريات تبقى لهم ولغيرهم .


سيكبرون يا صاحبة الجلالة وغدا سيعرفون أي معنى للانتماء والولاء زرعت فيهم وأنتي توليهم كل الاهتمام والرعاية وتعودين بالمعلم أمام تلاميذه إلى زمن المعلم الأول والطالب الأول كل في مجده وأنتي تقولين لهم من خلال مبادرة مدرستي أن يكون لكل منا طريقة في إضافة لمسة أو بصمة له في بناء الوطن لان الوطن للجميع وان كل واحد منا يستطيع أن يقدم شيئا لوطنه صغر هذا الشيء أو كبر المهم أن نقدم ونبادر .

بوركت يا صاحبة الجلالة

ووفقك الله لخدمة الوطن الأغلى في ظل سيد البلاد وقائدها الملك المعزز عبدا لله الثاني بن الحسين حفظه الله

mafraq@allyouth.jo