خطاب جلالة الملك في الاتحاد الاوروبي مؤخرا، هو رسالة عربية اردنية هاشمية الى المجتمع الانساني بأسره، رسالة تحمل بوضوح مضامين الفكر الاسلامي والعربي السليم والصحيح إزاء الحياة الانسانية بكل تجلياتها، باعتباره فكرا مستمدا من مكنون عقدي عظيم يحترم الحياة ويعمل ويدعو من أجل الارتقاء بها إسعادا للبشر، ونبذا للتطرف والشر انى كان مصدره ومبرراته المدعاة، ومن موروث عروبي جليل يقدس الحياة التي أرادها الله جلت قدرته، حالة سمو تكرس قيم الحرية والعدالة واحترام الحقوق، وتطلق الطاقات نحو الابداع الفكري والعملي والعلمي، وبما يحقق الرفاه للمجتمعات الانسانية جميعها، على قاعدة التلاقي لا التنافر، والتعاون لا الاقتتال، تطبيقا لقوله تعالى "وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".
قوة المضامين الراقية التي تضمنها خطاب جلالته، مبعثها عاملان رئيسان، الاول ان جلالته ملك هاشمي يمتد نسبه المشرف الى بيت النبوة المشرفة، وهو بهذه الصفة الجليلة، يملك قبل غيره، أهلية عرض الحقائق بشأن صورة الإسلام النقية، الطاهرة من كل مثالب الارهاب والتطرف والعنف، باعتباره دين الوسطية والاعتدال، والثاني، واقع الدولة الاردنية التي تتشرف بسمو هذه العقيدة وهذا النسب، فألاردن بقيادة جلالته الحكيمة،مثل ومثال رائع مقدر ليس على مستوى المنطقة والإقليم وحسب، وإنما على الصعيد العالمي كله، ومن هنا، فإن كلمته مسموعة ورأيه يحترم، وهو في نظر الدنيا جميعها، واحة حرية وامن وإستقرار، وسط إقليم مضطرب ملتهب، ولهذا بالطبع، تقديره ومعانيه في شريعة وفهم سائر النابهين في هذا العالم.
يملك جلالة الملك عبدالله الثاني دون سواه، ان يقول ويحترم ما يقول لدى الدوائر كلها، في أوروبا وغيرها، ويملك جلالته أن يقرر الحقائق وأن تلقى القبول والترحاب لدى الجميع، فهو قائد لوطن يرفض الإرهاب ويحاربه، وهو زعيم لوطن ظل على الدوام، في مقدمة الداعين لتأصيل الحوار الراقي، سبيلا لحل النزاعات وأسباب الصدام، بعيدا عن العنف والتطرف والحروب، والى تحقيق العدالة في حل النزاعات وبؤر التوتر، وفقا لارادة المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدوليه، وألى إنهاج سياسات الانفتاح والتعاون بين الشعوب كافه، وفي مشارق الارض ومغاربها، بغض النظر عن اللون والعرق والعقيدة وكل عوامل التمايز بين الانسان واخيه الانسان.
إن لنا نحن الاردنيين ومن كل المشارب والاطياف، ان نفخر كثيرا بهذا النسق الحضاري الراقي، والذي يجسده جلالته قولا وعملا، وعبر المحافل الدولية والاقليمية والعربية جميعها، وعلينا في المقابل، ان نكون السند الحقيقي الفاعل، لسياسات ومنهجية جلالته الحكيمة الواعي، التى تقرأ الواقع بكفاية عاليه، وتستشرف المستقبل بكفاية عالية كذلك، وهذا واجب لا يتردد عن الوفاء له، أي اردني او اردنيه. فالرسالة التي يحرص جلالته على توجيهها الى العالم دوما، هي رسالة كل اردني وعربي ومسلم يهمه الدفاع عن حاضر الامة ومستقبل اجيالها، ويؤمن حقا بعظمة رسالة هذه الامة، والتي تتعرض اليوم لمحاولات التشويه والاساءة، عندما يتصدى نفر خوارج لتنفيذ هكذا مهمة شريرة وبإسم الدين والدين منها ومنهم براء.
بارك الله جهد وجهاد جلالة الملك، وصان بلدنا العزيز ومسيرته المباركة من كل الشرور، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.