"حوار الأديان" المدخل الخاطئ للتقرب من "مستعمرة "إسرائيل
اسعد العزوني
11-03-2015 03:26 PM
حسمها الله جل في علاه، من فوق سبع سموات، قبل أكثر من 1400 عاما، في محكم كتابه العزيز المحفوظ، بقوله "لكم دينكم ولي دين"، ولا أعتقد أن يهوداً على وجه الخصوص، يجهلون حقيقة بعث النبي محمد "صلى الله عليه وسلم"، فعن أي حوار اديان نتحدث؟
وقد بشرهم نبي الله عيسى عليه أفضل الصلاة والتسليم، بأن نبيا بعده سيأتي اسمه أحمد، وكما هو معروف فإن نبينا محمد "صلى الله عليه وسلم" اسمه في السماء أحمد، بمعنى أن هناك حسما في هذه المسألة، وكان على يهود لو أنهم يريدون لأنفسهم خيرا، أن يؤمنوا بما جاء به عيسى عليه السلام، كونه رسولاً بعثه الله لهدايتهم، لكنهم ثاروا عليه واعتبروه نزّهه الله، مرتدا وشنوا عليه وعلى أمه الطاهرة البتول مريم عليها السلام حربا شعواء حتى يومنا هذا،فعن أي حوار اديان نتحدث؟
وكما هو معروف أيضا، فإننا كمسلمين، رغم أن الإسلام هو خاتم الديانات وأن النبي محمد "صلى الله عليه وسلم "، آخر الأنبياء، نؤمن بكل الكتب السماوية غير المزورة وبكافة الأنبياء وبيوم الدين وبالملائكة، لكن يهود لا يعترفون بنا ولا يعترفون بالمسيحية أيضا، فعن أي حوار أديان نتحدث؟
ولا ننسى أن يهود يعملون وقد نجحوا إلى حد بعيد- بعد أن أعاد مارتن لوثر كينغ الذي جيء به مصلحا بعد أن قتلت السي آي إيه الحاج مالكولم إكس، المصلح الحقيقي لحقوق الإنسان، الإعتبار ليهود،على أنهم أهل السيد المسيح- في تهويد المسيحية وصهينتها إلى درجة أنهم انشأوا ما يسمى "المسيحية الصهيونية، وتعداد أتباعها بات يزيد عن المئة مليون مسيحي أمريكي تصهيونوا، وأصبح للمسيحية الصهيوينة سفارة في القدس تدعو لإسرائيل وتهويد القدس، وهذه كما هو معروف من ضمن المخطط اليهودي الرامي لتهويد المسيحيين والقضاء على المسيحية، فعن أي حوار أديان نتحدث؟
يهود وهذا ليس سرا،يقفون موقف عداء مستفحل ضد الديانتين المسيحية والإسلام، كما أنهم يكرهون كل من خلق الله من غير ملتهم، لإيمانهم أنهم شعب الله المختار، وهم حاليا يبلغون ذروة القمة، لإعتقادهم أن المسيخ المنتظر سينزل عليهم ويقود حربا لإفناء كل من هو ليس يهوديا، فعن اي حوار أديان نتحدث؟
الخلاف بيننا عربا ومسلمين مع يهود عميق،ولن يحله ألف مليون حوار أديان، فهم قد حسموا أمرهم مبكرا، عندما إعتبروا أنهم شعب الله المختار، وأن الله سبحانه وتعالى قد خلق الجميع لخدمتهم، واظن أن أصحاب الدعوة لحوار الأديان يعلمون ذلك جيدا، وعلى فرض أنهم لا يعلمون هذه القضايا، أليس عندهم مستشارين يحملون درجة الدكتوراة يستطيعون نصحهم؟ فعن أي حوار اديان نتحدث؟
لقد شرفنا الله كعرب بأن جعلنا أهل النبي محمد "صلى الله عليه وسلم"، النبي الأمي الفقير واليتيم خاتم الأنبياء والمرسلين، وبعث إلى الناس كافة، وأن جعل الإسلام هوالدين الخاتم.
وهذا يعني أن الله وهو صاحب الأمر من قبل ومن بعد، قد إختار خاتم الأنبياء من غير ملة يهود، بعد أن كانت طوابير الأنبياء تبعث لهداية يهود، ولكنهم وبتقدير من الله، كانوا يقتلون هؤلاء النبيين، ولما لم يستطيعوا قتل عيسى عليه السلام، وشوا به إلى إمبراطور الروم وشوهوا سمعته أمامه كي يتولى هو قتله، وقد هيء لهم ذلك، بعد أن إرتدت التهمة على يهوذا الذي باعه بثلاثين من الفضة.
هذا هو منبع حقد يهود على نبينا الكريم محمد "صلى الله عليه وسلم"، على العرب والمسلمين والعروبة والإسلام، وكم من مرة حاولوا غدر النبي محمد وقتله بالسم وبغيره، للتخلص منه، وهم يعلمون حقيقة أنه نبي الله الموعود، وقد حاولت إحدى العرافات اليهوديان المترددات على سوق عكاظ، إغواء أبيه بعد أن لمحت في جبهته نورا لا يعرف معناه إلا من هم على شاكلتها، وبعد أن حدثته نفسه بقبول دعوتها، أمره الله أن يتوجه إلى بيته لأن زوجته أولى به، فعن أي حوار أديان نتحدث.
وبالفعل عاشر زوجته، لكن النفس البشرية الأمارة بالسوء بقيت تحدثه وتزين له إغواء العرافية اليهودية،الأمر الذي أعاده إلى السوق فورا وبدأ يلف ويدور حول العرافة اليهودية، ولسان حاله يقول :ها أنا ذا ! لكنها نهرته بقولها :آلآن جئتني، لقد ذهب النور الذي في جبهتك ولا حاجة لي بك الآن.
لقد حاولوا قتله وهم يعلمون أنه مرسل من الله ومؤيد منه، وحاميه وكاشف أعدائه ومانعهم عنه، ولكنهم تعنتوا كعادتهم ودسوا له السم في كتف ماعز مشوية دعوه لوليمة عليها، ولكن الله ومن فوق سبع سموات، وبلمح البصر إن لم يكن أقصر من ذلك، أخبره بخديعة يهود، فلم يأكل، ولم ينل يهود من غدرهم سوى الكسوف .
كما أن منبع حقدهم على المسيحية والسيد المسيح عيسى وأمه البتول الطاهرة مريم إبنة عمران عليهما السلام، فهو لأنه خالفم الرأي والمعتقد وحاول إخراجهم من الظلام الذي كان يغلف حياتهم بفسادهم وإفسادهم، ناهيك عن بساطته وفقره، حيث دعا الفقراء والمهمشين لإتباع دعوته، ودخل القدس كرجل عادي،وبدون بهرجة أوموسيقى أو إستنفار الجميع لإستقباله، شأنه في هذه الوضعية شأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان فقير يتيما وبسيطا، ودعا الفقراء والمهمشين لإتباعه، وهذا ما أدخل الرعب في قلوب يهود الذين أدركوا أن الله سيسحب البساط من تحت أقدامهم وهم المتكبرون الأغنياء المشهورين بملوكهم ومستواهم الطبقي، فعن أي حوار أديان نتحدث؟
لا أريد التعرض للتوراة، فمع إيماني بأن الحالية مزورة، فإنني سأضعها جانبا لأنها مبنية على أساطير خرافية، إذ كيف يتجر أ أحد أن يقول أن النبي يعقوب قد تعارك مع الله جل في علاه، وطرحه أرضا؟وهو ذو القوة المتين؟
ما يهمني هنا وخاصة الذين يدعون إلى عقد حوارات الأديان تلك البدعة التي برزت بصورتها الحالية، بعد جريمة إنهيار البرجين في 11 سبتمبر، يهوه الذي هو إله الحرب عند يهود، وكتابهم الذي يطلقون عليه "التلمود "بغض النظر عن الأرض التي كتب فيها، فهو ينفث سما زعافا ويدعو للقتل وحرب الإبادة والتمييز العنصري وهو الإرهاب بعينه، كما أنه صاحب النص الدموي المرعب،فعن أي حوار اديان نتحدث؟
يهود في هذا الكتاب الإرهابي يدعون إلى القتل والذبح وسرقة وتدمير والزنا في محارم الآخر غير اليهودي، بينما يحرم كل ذلك ان يمارس ضد يهودي،فعن أي حوار اديان نتحدث؟
ولنا في ممارسات النسوة اليهوديات قبل خروجهم مع موسى هربا من فرعون في مصر، حيث ذهبن إلى النسوة المصريات وإستعرن مصاغهن بحجة أن هناك حفلا سيقام، ويردن أن يظهرن بمظهر بنات الطبقة الراقية، وهربن به، وهذه واحدة من حيل يهود، فعن أي حوار اديان نتحدث؟
الذين يدعون هذه الأيام لتنظيم مؤتمر حوار أديان جديد، إنما يعملون على خداع شعوبهم بنواياهم الحقيقية، فالقصة ليست حوار أديان، بل هي أعمق من ذلك، وهي تهدف إلى تطويع شعوبهم لقبول إقامة علاقات مع "مستعمرة "إسرائيل"بعد أن تمنعوا للإستجابة للضغوط الأمريكية بإقامة علاقات مع "مستعمرة "إسرائيل بعد جريمة أحداث البرجين، فعن أي حوار أديان يتحدثون؟
.