لم نكن نعلم أن الاقتصاد الأردني كان في العام الماضي عالقاً في عنق الزجاجة ، إلى أن أخبرتنا رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي السيدة كريستينا كوستال بأن اقتصادنا خرج من عنق الزجاجة.
عنق الزجاحة المقصود يتمثل في انقطاع الغاز المصري ، واستمرار الأزمة السـورية، وتمدد عصابة داعش. ومن مظاهره هبوط معدل النمو الاقتصادي ، واستمرار عجز الموازنة العامة ، وارتفاع المديونية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي ، وبقاء البطالة عند معدل مرتفع.
الخروج من عنق الزجاجة يعني استمرار النمو ولو بمعدل متدن ٍ ، وانخفاض معدل التضخم ، وهي تطورات لا ترقى لمستوى استعادة الوضع الطبيعي ، ذلك أن اللجوء السوري يأكل النمو ويزيد ، وانخفاض معدل التضخم ربما يدل على انخفاض مستوى النشاط الاقتصادي ويعتبر من مؤشرات التباطؤ والركود.
بالانتقال إلى المستقبل ، وبعد الخروج من عنق الزجاجة ، تتوقع كوستال أن يتحقق نمو اقتصادي في 2015 بمعدل 5ر3% إلى 4% ، وهو تحسن رمزي غير مقنع ، خاصة بعد توفير نحو مليار دينار في فاتورة البترول المستورد ، وارتفاع حجم المساعدات والمنح الخارجية المنتظرة وتوقع المزيد منها.
من الواضح أن السيدة كوستال تتفهم أوضاع الأردن وظروفه الصعبة لدرجة التعاطف معه ، ويتعامل صندوق النقد الدولي مع الأردن بمنتهى المرونة ، فلا ضغوط ولا شروط ، وما لا يتحقق في وقته يمكن تأجيله ، وما يصعب عمله يمكن الاستعاضة عنه بما يحقق الهدف.
بشكل عام فان التزام الأردن ببرنامج للإصلاح الاقتصادي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي لا يشكل قيداً على حركة صانع القرار الاقتصادي ، الذي تعترف كوستال بأنه الأقدر على تحديد ما يحتاجه الاقتصاد الأردني وما يمكن عمله.
الانجازات الحقيقية المنتظرة في هذه السنة 2015 هي: تحقيق نمو اقتصادي يزيد عن 4% ، انخفاض عجز الموازنة بشكل ملموس ، توقف المديونية عن الارتفاع كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي ، تعديل أوضاع شركة الكهرباء الوطنية على ضوء التعرفة الجديدة وانخفاض كلفة الوقود ، وإعادة النظر في سياسة الدعم المفتوح.
أما التحديات الرئيسية فهي حماية الاستقرار ودفع النمو ، وتعديل الموازين المائلة ، وتحرك القطاع الخاص بقوة لأخذ دوره في دفع النمو وخلق فرص العمل. الرأي