على قولة عادل إمام .. السؤال لغير الله مزلة لأنها كثيرة ولأن مسؤولينا كثر والحمد لله .. فإنني قررت أن أوجه رسالة دون تحديد الجهة الموجهة إليها هذه الرسالة .. هي مجموعة طلبات وهموم تعشعش في الجسد الرياضي الأردني على الرغم من أنني أؤيد ما قاله الفنان عادل إمام في مسرحية مدرسة المشاغبين وأبعدنا الله عن الشغب والمشاغبين حين قال "السؤال لغير الله مزلة" .. بالزاي وليس بالذال كما قالها الزعيم ..
مأساة حقيقة نعيشها نحن معشر الرياضيين والإعلاميين في الأردن .. هذا البلد الفقير بموارده ولكنه الغني بعطاء شعبه والصغير بمساحته ولكنه الكبير بانتماء أبنائه .. أصبح المرء فينا يشعر وكأنه فعلا يغرد خارج السرب ، أقولها هنا بالمعنى السلبي والهموم والآلام كبيرة وكثيرة لا يتسع المقام لذكرها جميعا .. ولكن كي لا أطيل سأسرد بعضا منها علّ من يقرأ مقالي هذا الذي ربما سيُغضَبُ عليه وأعني هنا المقال وليس القارئ . فالقارئ هو مواطن أولا وأخيرا ! ومن حقه التعبير بكل ما يجول في خاطره بحرية سقفها السماء .
بدأت أشعر متيقنا بأننا أمام سنوات ليحدث التغيير ! تغيير انتظرناه كثيرا . تغيير جعل واقعنا الرياضي الأردني مظلما بل ومعتما .. والضحايا كثر !
أنا وأنت ورياضيونا .... ومن بعد ؟! كنت دائما أتحامل على نفسي وأُشعرها بأن هناك أملا قد يُسَطرُ على أرض الواقع ليصبح حقيقة نراها بالعين المجردة .
من منّا ذهب إلى ملعب كرة قدم وشعر بالراحة التامة ذات يوم ؟ من منّا ذهب لمتابعة لقاء من أرض الملعب ولم تلتقط أذنه لفظا بذيئا متطايرا من هنا وهناك ؟ من منّا شعر إلى درجة كبيرة في يوم من الأيام بأننا قد نشاهد منتخبا أردنيا يمثلنا في مونديال كرة قدم ؟ لا أهدف من خلال تساؤلاتي هذه إلى إحباط القارئ ! ولكن هو واقع عايشناه وعايشنا .. تجذر في كرتنا ! ولأنني لن أتحدث من خلال مقالي هذا إلا عن المستديرة التي سحرت عقولنا جميعا نحن مدمنو كرة القدم .. مأساة حقيقية ترتسم أمامنا بملامحها المؤلمة عندما تذهب إلى ملعب كرة قدم .. ملاعب في أسوأ حال .. جمهور أو بالأحرى ولكي لا يغضب مني الكثيرون سأقول فئة من جمهور تتلفظ بألفاظ تسيء لعرضنا ووطنيتنا جميعا ! وفي النهاية من الضحية ؟! أترك الجواب لكم ..
ماذا ينقصنا كي نشاهد ستادا بمواصفات عالمية في الأردن ؟ وهل إمكانات الدول العربية المجاورة أكبر من إمكاناتنا كأردنيين ؟! هل هذه الملاعب التي أصبح زملاء لنا –سامحهم الله- يشمتون بنا بسببنا ويعايروننا بها هل هذه الملاعب وُجدت لتبقى للأبد ؟ لماذا لا يتم اقتطاع مبالغ بسيطة من كل فاتورة شهرية سواءا كهرباء أو ماء أو هاتف بهدف سام وهو إنشاء ستاد كبير ويليق باسم الأردن البلد المعطاء ؟ وإذا كان الامر غير مهم فهل الجهات التي تستحق هذه الاقتطاعات –حسب وجهة نظر المختصين- أحق من اللجنة الأولمبية أو المجلس الأعلى للشباب المخوليْن بإنشاء ملاعب رياضية جديدة ؟ هل المسألة تحتاج لمبالغ خرافية نعجز عن تحقيقها ؟ أرجو من المسؤولين النظر لهذه المسألة بأنها مسألة وطنية حقيقية .. وأذكر ذات يوم أن الأردنيين قاموا بالتبرع لإنشاء مركز الحسين للسرطان الذي أصبح مفخرة ليس لنا فحسب بل لكل عربي أصيل .. لماذا لا تتكرر التجربة بأهداف رياضية ؟
قرأت في أحد المواقع أن مباراة الديربي ضمن نصف نهائي الكأس قد تكون بدون حضور جمهور ولم يتسنّ لي التحقق من هذه النقطة .. ولكن لماذا باتت مثل هذه الأمور سهلة الحدوث في ملاعبنا ؟ لماذا لا تتم السيطرة على من يسمّونهم بالمندسين –ولا أعلم من هم المندسون- بطريقة حضارية واحترافية ؟ لماذا لا تتم محاسبة رؤساء روابط الأندية عند سماع هتافات مسيئة ؟ وهل فعلا استفدنا من وضع كاميرات مراقبة للجمهور ؟ كنت أتمنى أن أشاهد فقرة خاصة عبر شاشة التلفاز تبرز لنا هؤلاء المندسين في ملاعبنا الخضراء ! ولكي أكون دقيقا سأقول ملاعبَنا الصفراء .. تغيرت الألوان ولم تتغير الأحوال .. إصابة للاعب مهم هنا بسبب سوء أرضية الملعب ومباراة فقيرة تكتيكيا هناك لنفس السبب !!
يتحدثون عن تطبيق نظام الاحتراف بدءا من الموسم المقبل ! ولكن عن أي احتراف تتحدثون ؟ احتراف يقوم من خلاله اللاعب بممارسة كرة القدم مساءا ويجد نفسه في صباح اليوم التالي رجل شرطة او موظفا حكوميا ! عن أي احتراف تتحدثون وملاعبنا تستغيث ؟ عن أي احتراف تتحدثون وجمهورنا –أو المندسون منه- في معركة دائمة مع بعضه البعض ؟ عن أي احتراف تتحدثون وإعلاميونا لا يجدون مكانا لائقا للجلوس ؟ أسئلة تبحث عن إجابة ولكن هل من مجيب ؟! والضحية واحدة .. كرة القدم الاردنية ...
Habeeb1978@hotmail.com