عمون - قال الشيخ عبد العزيز عبد الله آل الشيخ مفتي عام السعودية، إن أفراد تنظيم "داعش" الإرهابي ليسوا بسلفيين أو من المنتسبين لأهل السنة والجماعة، واصفا إياهم بالفئة المجرمة الفاسدة، التي لا خير فيها.

وأكد آل الشيخ "أن من يتدبر أحوالهم يجزم بأنها فئة مجرمة ضالة، وحاشا أن يكونوا من أهل السنة والجماعة، فأهل السنة براء منهم، فهم مفسدون، ويتعاملون مع الناس بقسوة وظلم، وانحراف في الفكر، فهي فئة لا خير فيها".

جاء ذلك في حديثه للصحفيين عقب لقاء جمعه بـ 40 شخصية من المختصين والباحثين في مواجهة التطرف الديني والإرهاب ضمن برامج "حملة سكينة للحوار"، في مكتبه بالرياض.

ودعا مفتي السعودية في حديثه إلى مواجهة التطرف الديني والإرهاب ودرء الفتن، وشدد على أهمية تحذير محرضي الشباب على القتال وتبنيهم في دول الصراع، وقال إن تراجعوا حسن، وإلا لا محال من إيقافهم بالقوة، معتبرا ما يقومون به فسادا وتضليلا.

وأضاف آل الشيخ: "إن الظاهر لنا، أن هذه الفئة فئة باغية ظالمة معتدية، سافكة للدماء فتاكة للأعراض ناهبة للأموال، مؤكدا أن هذه فئة طاغية مؤذية ضارة فالبلاد التي وقعت في أيديهم ألحقوا الضرر بها، فهم منتهكون للأعراض".

وقال آل الشيخ: "إن على الشباب ألا ينساقوا وراء الدعايات المضللة، للقتال في الخارج، واللحاق بأحزاب ومنظمات يشترون ويباعون فيهم، فاحذروا الفتنة وتجنبوها، وتمسكوا بدينكم، فلا يجوز إثارة الصراعات الفكرية لإثارة الفتنة".

وحول استدلال تنظيم داعش بأقاويل العلماء، لتبرير فعلتهم بحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، قال: "لا يجوز قتل المسلم قتلة بشعة كأن يحرق بالنار، فلا يحرق بالنار إلا ربها. الإسلام حرّم قتل النفس بغير حق، فلا يحرق بالنار ويوارى في التراب من غير سبب فما حدث هو مساومة للأمة على دينها وعلى أخلاقها. هم أعداء الإسلام وإن تظاهروا بالإسلام. هي جماعة جيء بها لتدمير المسلمين وتفريق شملهم، وإن قولهم كذب وباطل، يدل على فسادهم".

يأتي ذلك وسط إجابة وتفاعل مفتي السعودية مع نحو 88 سؤالا ومقترحا قدمها عدد من العلماء والمشايخ، وأساتذة الجامعات، والمهتمين بشأن مواجهة التطرف الديني والإرهاب ودرء الفتن.

وقال آل الشيخ إن الفئة الضالة انحرفت عن منهج الله والإسلام وشوهت صورته. يخدمون أعداء الإسلام بأفكارهم المنحرفة، ونواياهم السيئة، وتصرفاتهم الخاطئة، وإن تظاهروا بالإسلام والإصلاح، مشيرا إلى أن الواجب على الأمة كشف مخططاتهم وبيان حقيقتهم وتحذير شباب الأمة من الانخداع بأفكارهم، والانزلاق وراء الدعوات الخبيثة التي يسعون إليها. وشدد مفتي السعودية على دعوة الآباء وأولياء الأمور إلى مراقبة أبنائهم، وتحذيرهم من سلوك الفئة الضالة، وخططهم الإجرامية، وأفكارهم السيئة، التي تسعى للفساد وسفك الدماء والتفجير والتكفير.

ودعا آل الشيخ إلى ضرورة انفتاح الدعاة على وسائل الإعلام، لإيصال الدعوة الإسلامية الحقة، وإبلاغ رسالة الوسطية والاعتدال في هذه الدول وبيان الحق، منوها بأن شبهات المتعاطفين مع الجماعات الإرهابية كثيرة وليست علمية، مؤكدا أن المؤيدين لهذا الفكر من المغرر بهم الجهلة وصغار السن.

وأشار إلى أن الإسراع في التكفير والتفسيق بلا دليل، والبناء على الظنون والتخرصات مصيبة، مطالبا الدعاة بتوخي البعد عن التشاحن والفرقة، واتهام الناس بالباطل.