facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




خطوة الاردن نحو أيران عين العقل


شحاده أبو بقر
09-03-2015 03:41 PM

فتحت زيارة وزير الخارجيه ناصر جوده الى طهران ، شهية الكثيرين للتكهن والتحليل ، فمنهم من يرى ان الاردن ينقلب على تحالفاته التقليدية سواء في المنطقة العربية او الولايات المتحده ، ومنهم تقليديون يرون ان الاردن لا يمكن له ان يتحرك باتجاه ايران بدون غطاء او مباركة من هذين الحليفين ، الى غير ذلك من التحليلات التي يقترب بعضها من الحقيقة وينآى بعضها الآخر عنها .

ما لا يريد المحللون التقليديون تصديقه ، هو حقيقة ان الاردن الجديد ً إن جاز التعبير ً ، ليس سياسيا في جيب أحد ، بما في ذلك الولايات المتحده ، وإنما هو في جيب واحد هو جيب مصالحه الوطنية العليا اولا وقبل أي شئ آخر ، وهي مصالح يدرك الاردن جيدا انها تتأثر مباشرة او بصورة غير مباشرة ، بمصالح ألإقليم كله كوحدة واحده ، وبالذات دول الجوار ، وهي دول الخليج العربية ومصر والعراق وسورية ولبنان ، وفي مسار مواز لذلك وبذات الاهميه ، القضية الفلسطينية التي باتت كما لو كانت في حكم المنسية في ظل إنشغال العرب بقضاياهم المحليه .
ومن هنا فأن الاردن لا يمكن ان يتنكر لعلاقاته الاستراتيجية التقليدية مع محيطه العربي تحديدا ، ويملك المتابعون الذين يحملون الخطوة الاردنية نحو أيران اكثر مما تحتمل ، ان يطمئنوا تماما لهذا الامر ، إن كانوا معنيين فعلا بذلك ، أما إن كان الامر مجرد تصيد في مياه عربية وإقليمية عكره ، فذلك شأن آخر إعتاده الاردن طويلا عبر العقود الماضيه .

قلنا سابقا ، أن مفتاح الحل للكارثة التي تحل بالاقليم كله ، موجود في طهران وانقره ، قبل العواصم العربية ذاتها ، وسواء أعجبنا هذا الواقع أم لا ، فإن إيران اليوم تملك نفوذا واسعا في اقطار عربية عده ، اكثر مما يملك العرب فرادى ومجتمعين ، واكثر بكثير مما تملك واشنطن وسائر عواصم الغرب ذات النفوذ الدولي ، ويتكرر الامر ذاته ولكن بدرجة ابسط نسبة لتركيا . وليس سرا ان الشعوب العربية المسكونة بحالة مذهلة من الإحباط والغضب التاريخي نحو السياسات الاميركية والغربية عموما بشأن العالم العربي ، وبالذات رعايتها المستمرة لإسرائيل المحتلة لارض ومقدسات العرب ، تستهويها وتشد إنتباهها السياسات النظرية الإيرانية والتركية المخاصمة لاسرائيل تحديدا ، يضاف الى ذلك وبقوه ، عجز العرب عن التوصل لحلول لمشكلاتهم المرتبطة بما سمي بالربيع العربي ، حيث تبدو الامور ملتبسة ومختلطة تماما في عجز عربي واضح عن أجتراح حلول ما لحقن الدماء العربيه .

في ظل هذا الواقع العربي والاقليمي والدولي ، يتجسد الحراك السياسي الاردني في كل الاتجاهات ، وهو حراك متحرر من المشاعر العاطفية التي لا تجدي نفعا في السياسه ، ومنخرط في المقابل في المشاعر الواقعية والموضوعيه ، فإذا ما كان هناك مجال لتقارب عربي إيراني بعيدا عن الشكوك والمخاوف ، وعلى نحو صريح يضع كل الخلافات على طاولة البحث ، فإن من الحكمة الذهاب في هذا الاتجاه ، إذا ما كانت النتيجة الاهم ، هي إيجاد نهايات مريحة لحالة الاقتتال المستفحلة الدائرة في سوريه والعراق واليمن وليبيا وغيرها .

أما من لا يريد أن يتخلص من الموروث التقليدي للفهم السياسي السائد إزاء قضايا المنطقه ، فإن له أن يلاحظ مثلا ، ان واشنطن اكبر قوة عسكرية على وجه الارض ، باتت اليوم على حافة توقيع إتفاق تاريخي مع إيران ، وأن حكومة إسرائيل التي كانت حتى يومين مضيا تصب جام غضبها على هكذا إتفاق منتظر ، باتت اليوم تحديدا ، تطالب بتحسين بنود هذا الاتفاق وحسب ، فالمطلب الاسرائيلي هو فقط زيادة مدة إلتزام إيران بتجميد برنامجها النووي لاكثر من عشر سنوات كما هو مقترح ، سبحان الله ، فامريكا وإسرائيل اللتان كانتا حتى وقت قريب تتفلتان لضرب إيران وتعدان الخطط العسكرية لتدمير منشآتها النووية وقدراتها كافة ، يتصالحان اليوم معها ، ويتركانها للخلاف مع العرب وحدهم ، وهو خلاف لا شك يتمنيان وسيعملان على تحويله الى صدام لا قدر الله .

التحرك الاردني نحو إيران منطقي وحكيم وشجاع ايضا ، ولمصلحة الجميع ، وأفترض منطقيا أن جهتين فقط قد لا يريحهما هذا التحرك ، وهما الولايات المتحدة وإسرائيل ، ولم يعد مقبولا ابدا ، ان يستمر العرب في مخاصمة إيران ، بينما تتفاوض واشنطن معها بالاصالة عن نفسها ، ونيابة عن إسرائيل ، وصولا الى اتفاق وشيك يجمد برنامجها النووي من جهه ، ويطمئن اسرائيل من جهة ثانية بأن خطرا إيرانيا لا يطالها ، في وقت تريد فيه هاتان الدولتان وغيرهما للخصام العربي الايراني ، ان يتحول الى صدام مياشر في العراق واليمن وسوريه وحتى البحرين ولبنان وغير ذلك .

نعيد التمني على إيران بالذات وعلى تركيا ، إدراك ان مصالحهما ومصالح العرب ، موحدة إن لم يكن بحكم الدين والتاريخ والتشابه الثقافي والاجتماعي ، فبحكم الجوار والجغرافيا الموحدة والتقارب الوجداني بين الشعوب ، ولهذا ، فإن المنطق يقول وبوضوح ، ان تفاهما عربيا ايرانيا تركيا ، هو مقدمة مصيرية مهمة جدا ، لاستقرار وأزدهار ورخاء اوطانهم وشعوبهم كافه ، ولحل عادل يفرض بقوة للقضية الفلسطينية ، ولجميع أزمات المنطقة والاقليم ، وهو تفاهم سيكون سببا لرضوخ القوى الكبرى كافة لارادة دول هذا المثلث العربي الايراني التركي ، وهذا ليس حلما بعيد المنال ، وإنما هو ما يفترض ان يكون حقيقة على ارض الواقع . حقا لقد ضيع العرب والايرانيون والاتراك عقودا من اعمار شعوبهم في الشقاء والخلاف الذي خالف متطلبات الحياة الكريمة وجعلهم جميعا نهبا للآخرين بلا مبرر على الاطلاق . نسأل الله جلت قدرته ان يجعل ذلك واقعا بإذنه سبحانه، وهو من وراء القصد .





  • 1 معتصم 09-03-2015 | 06:10 PM

    اتمنى انك ترجع تدرس كويس من هي ايران يا بطل
    اتمنى كمان ما تكون عميل ايراني

  • 2 شحاده ابو بقر 10-03-2015 | 04:23 PM

    الاخ معتصم الله يسامحك ويفقهك ويهديك ، ما لقيت تهمه ابسط من تهمة عميل ، الله يسامحك


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :