شهيدنا .. يا سطوة الرجولة في عليائنا
19-04-2008 03:00 AM
السلام عليك يا فجر أحلامنا ، يا سنام كبرياءنا ، يا سطوة الرجولة في عليائنا ..يا من أعدت لنا الذاكرة بعدما سرقتها غولدا مائير.. يا من أضحكت البكاء في عيوننا.. يا ويحنا من أمسّنا يا أيها الغدّ المقدسّ .. يا ابن اربد الشهداء والأبطال .. يا مطلع شمس فخرناأتعلم ماذا فعلت بنا "رفاة" جسدك الطاهر ..لقد أنكست رؤوسنا ، لأننا نسينا رأسك الشامخ .. وهاهي رقابنا تشمخر ّ نحو علياء السماء، فخرا بالكوفية الحمراء .. يا بطل الأرض ، وحبيب السماء .
يا من أعدت للتاريخ هيبته .. وللسيف فخره ، وللعلم مجده .. وللدم اليعربي الزاكي قداسة حرمته .
يا شهيدنا .. كيف للأمهات أن ينثرن الزغاريد على رؤوس أبناءهن إن لم يلدن مثلك؟
دع عنك دنيانا .. فما عادت لموطئك وطنا ، فإن الرحيل على جياد الشهادة ، غاية المنى ، وسرّ السعادة ، ونمّ هانىء البال من خزعبلاتنا ، فلا حل ّ ولا تحليل ، وسيبقى بنو عمك ، خليل يقاتل بالكلام بني خليل .
يا شهيدنا .. ذهبت على قدميك ساعيا نحو الوغى .. نحو فلسطين الأبيّة ، رايتك الخفاقة بندقية ، لا تستسلم ، فهذه نسوة الوطن أرضعنك غيرّة ، ورجولة ، وحميّة ، ليعلو صوت الحق ، وصوت الدم ، على صوت المدفعية .
وها أنت تعود الينا ،، تزفك أكاليل الغارّ المضرج بالدم القاني ، فكل قطرة من دمك الزاكي غرب النهر ، نبتت مكانها ألف " دحنونة " حمراء شرق النهر ، وكل عام وهي تنتظر عودتك ، وتذبل، لتعود شقائق النعمان ، مرة تلو مرة ، حتى عانقت اليوم لقاءك ، شمسا تضيء ليل خنوعنا ، وظلا تتفيأه عزيمته كرامتنا ، ونهرا خالدا يوثق رباط الأهل بين ضفتيه .
فها أنت تعود ثانية لتلجم أفواه المارقين ، والسارقين ، والدعيين ، وأشباه الرجال ، ممن يضربون الأخ بالأخ ، والولد بالخال ، والصبية بالعمة ، والوطن بحجر الإقليمية والفئوية والطائفية ، لتقول لهم : أنا لا أموت .. فالموت حياتي ، وحياتكم موت ، ومن شلال دماءنا نحن الشهداء ، تروى الكرامة ، وتسُقى العزّة ، وتينع الكبرياء .
قلها يا أيها الصبح الذي كاد أن يقسم الله به .. قل إن بصماتي على تلك البندقية ، دليل دامغ على إنني كنت طيلة العمر هنا ، وأنا مسجى هناك .
قلّ : حينما لم تكونوا على أرضنا ، واستباح بعدي العدو عرضنا ، كنت أنا دائما هناك .. وبين محسوسكم وملموسنا، تخسأ القصائد العرمرية ، وتتحطم زوايا أضلاع المثلث السياسي ، فأنا وجه، تشبهه آلاف الوجوه ، ممن وقفت صامدة على تراب حبها لله والوطن ، ما استسلموا للخوف ولم يساوموا على أهلهم ولم يقبضوا الثمن.
يا مآذن القدس إشرئبي .. ويا أجراس بيت لحم اهتفي .. ويا سهل حوران فلتزهو .. ويا جيشنا الباسل فلترفع بيارق الحق عاليا ، فهذا اليعربي ، هذا الأردني ، هذا الأربدي ، هو جذوة نارك التي لا تنطفىء بأذن الله الذي تعبدون .
محمد الحكوم .. أين رفاقك الشهداء .. فقبوركم قصورنا .. وقصورنا قبورنا ، نحن أموات بجلود أحياء .. على أرواحكم السلام .. نم قريّر العين ، فالدار دارنا ، والنصر نصرنا ، والجيش جيشنا ، والشهادة حقنا ، وفلسطين لنا ، فقد لا تعلم إننا نمنا أربعون عاما بعدك ، ولكن عين الله لا تنام ..
ليتك تسمعنا آخر اهزوجة لك وانت على سنام العلا ، نحو السما ، نحو الخلود ، قبل أن ندق الحديد على الحدود :
فقد عادت لنا أهازيج البطولات ، عبر الأثير الأردني .. فأنت من ناداه وصفي التل في رائعته " تخسى يا كوبان " .. أعلم إنك سمعتها قبل أن أولد أنا ومن هم مثلي و بعدي ، جئنا كأشجار السرو ، ظل بلا ثمر .. فأنت تماما كما أرادك وصفي وهزاع ، ألم تقل الأهزوجة :
تخسى يا كوبان ما انت ولف الي ....
ولفي شاري الموت لابس عسكري
يزهى بثوب العزّ واقف معتلي ....
وعيون صقر للقنص متحضري
نشمي مجيد الباس سيفه فيصلي .....
مقدام ، باع الروح لله المشتري
هذا وليـــفي فــــارس ومتحفلي ....
كل النشامى ، تقول صولة حيدري
مدفع سبير الهاون إلنه جلجلي ....
يصدى رعود بالفضا تتفجري
وجبال دباب ٍ تغير وتنجلي ....
بعزها العالي ودحر المفتري
اليوم جى اللي بسمانا ينتلي ....
بنسور شهب ، كل غرم ٍ غشمري
...................
حنا عن المطلوب ما نتحولي .....
ولا بد خشم الغادر ما يتعفري
نار الغضا والغيض جمر مشعلي .....
يصلى بحور سمومها المتجبري
مسرى النبي نادى بصوت المبتلي ......
وين النشامى فوق خيل ٍ ضمرّي
ويا " حسين " نورالعين انت عز الي .....
جيشك يلبيني وعزمك مقدري !!
Royal430@hotmail.com