كيف نُدافع عن الاسلام بطريقة حضارية
19-04-2008 03:00 AM
( كيف نُدافع عن الاسلام بطريقة حضارية ؟ ) لاشك أن معظمنا قرأ أو سمع بهذه العبارة سواءا في الصحف أو في الندوات أو في وسائل الاعلام المختلفة ، و أعتقد ان هذه العبارة بدأت في الانتشار كثيرا في الاونة الأخيرة خاصة بعد الهجمات البشعة التي تعرض لها ديننا الحنيف و رسولنا الكريم على أيدي بعض الجهلة سواءا من أبناء جلدتنا أو من غيرهم ،
لقد فكرت كثيرا في مضمون هذه العبارة ، خاصة بعد أن سألني أحد الاشخاص و بشكل مباشر ( كيف نُدافع عن الاسلام بطريقة حضارية ؟ ) ، لم أستطع حينها أن أقدم له جوابا مباشرا ، لأني ببساطة لا أعتقد أن القضية تتعلق بالوسائل أو الطرق المُستخدمة بقدر ما هي تتعلق بالشخص الذي يستخدم هذه الوسائل ،
فلا أظن أن هناك طرقا حضارية و أخرى غير حضارية ، و لكن أعتقد أن هناك إنسانا حضاريا يستخدم الوسائل الشرعية المُتاحة أمامه لخدمة هدف نبيل ، و هذا بلاشك لن يستخدم أيا من الوسائل الغير شرعية أو الغير أخلاقية أو الغير إنسانية في تحقيق أهدافه ، و هناك شخص آخر قد يستخدم أحيانا نفس الوسائل المتاحة أو غيرها لتحقيق أهداف أخرى ليست بالضرورة نبيلة ،
و بناءا على هذا فلا أظن أن استخدام أية وسائل غير حضارية قد يُعد من باب الدفاع عن الاسلام ، أو بمعنى آخر : ( لا يجوز أصلا استخدام وسائل غير حضارية في الدفاع عن الاسلام ) ،
بالتأكيد ان استخدام أية وسيلة (غير حضارية) أو غير (أخلاقية أو إنسانية) أو حتى أية وسيلة تخالف القوانين أو الاعراف المُتبعة - لا يُعد مبررا (بأي شكل) في الدفاع عن الاسلام ، أو حتى يخدم الدفاع عن الاسلام أصلا ، فنكون بذلك قد أسئنا الى الإسلام زيادة على الاساءة التي تعرض لها ، فالدفاع عن الاسلام لا يكون الا بإستخدام وسائل قانونية مشروعة ،
و كمثال على ذلك ، فهل من المنطق أن يقوم شخص قد جُرِح اصبعه بقطع ذراعه ليحل هذه المشكلة ؟ أو أن يقوم طالب بإحراق مدرسته كي يغطي على كسله بدلا من الجد و الاجتهاد ؟
وعليه لا بد هنا من إعادة صياغة هذا السؤال بطريقة أخرى ليصبح : ( كيف أكون حضاريا لأدافع عن الاسلام ؟ ) أو ( كيف أصل الى مستوا أُصبح معه أهلا للدفاع عن الاسلام ؟ )
أما الاجابة عن هذا السؤال فهي كالتالي :
أولا – لا بد أن يكون السبب الاول و الاخير في دفاعي عن الاسلام هو الرغبة الحقيقية فقط في الدفاع عنه ، و ليس لتحقيق مصالح شخصية أو حزبية أو غيرها ، و إلا أصبحت تماما كالذين أساؤوا للدين ،
فأؤلئك تهجموا على الدين لتحقيق مصالح شخصية و أنا استخدمت مظلة الدين لتحقيق مصالح شخصية أيضا ، فأصبحنا كلانا بالنتيجة وجهان لعملة واحدة .
ثانيا – أن أتمثل هذا الدين في جميع تصرفاتي و أن ألتزم بشرعه و تعاليمه ، و إلا فكيف أستطيع أن أدافع عن الاسلام إن كنتُ أول المخالفين له ؟
ثالثا – أن أملك الوعي و العلم الكافيين للقيام بهذا الامر ، و ذلك حتى لا أُسيء الى الاسلام من حيث أردت الاصلاح كما حصل مع البعض .
هذه هي أهم النقاط التي يجب مراعاتها و الاخذ بها لمن أراد حقا أن يدافع عن الاسلام ،
هذا ما يحضرني الان ، و ربما يكون للحديث بقية ،
مع التحية .
yousco1@yahoo.com