كلمات الملك من القلب إلى القلب
رؤى عربيات
08-03-2015 02:25 PM
خطاب أنعش قلوب الأردنيين اذ خاطب الملك البيت الاردني بكل مكوناته وزواياه فجاء كالبلسم للجراح والدواء للداء في ظل مرحلة حرجة تمر على الوطن وحالة من الخوف والترقب لما ستؤول إليه الأمور.
فجاءت كلمات الملك تثبيتا لأبنائه وإخوانه الاردنيين ليبث روح الأمل في نفوسهم بأن المقبل من الايام أفضل فكتب مادحا لشعبه بكلمات بسيطة لتطال شرائح المجتمع كافة «ارفع رأسك فأنت أردني» بكل ما تعنيه هذه الجملة من معنى.
ولأن الرجال لا تظهر إلا بالشدائد ولما رأى الملك ما رآه من الاردنيين من لحمة وتكاتف والتفاف حول القيادة الهاشمية ودعم للقوات المسلحة –الجيش العربي- جاء تأكيده على أن كل أردني وأردنية خط دفاع أول عن هذا الوطن، فالأردنيون دائما على قلب رجل واحد في كل موقف عصيب يشدون من أزر قيادتهم ، ولم يكن هذا التناغم بين القيادة والشعب وليد اللحظة بل منذ انطلاقة الثورة العربية الكبرى فهم حملة رايتها وحملة رسالة الاسلام السمحة والشاهد رسالة عمان التي جسدها الاردن على أرضه وطرحها في المحافل شرقا وغربا.
كلمات الملك كانت رسالة صريحة للأردنيين بأنه على كل أردني وأردنية بجميع مواقعهم في أي زمان ومكان حمل الهم العام للوطن ، فالاحداث الأخيرة ومنها استشهاد النسر الاردني معاذ الكساسبة أكدت معدن هذا الشعب الأصيل الذي لا تفرقه الملمات بل تجمعه وتشد من أزره.
فكان لكلمات جلالة الملك وقع في نفوس الاردنيين وثقة عالية بهم فعلى الاردنيين أن يثقوا أيضا بقيادتهم فالايام المقبلة أجمل بهذه الثقة المتبادلة رافعين الرؤوس عاليا كما يريدها القائد. فعمان التي وسعت أحرار العرب وصارت لهم موئلا وحاميا حتما سترفع بها الرؤوس فالاردن قوي بقيادته وشعبه وجيشه مادامت هذه المحبة والثقة سيدة الموقف، فالاصلاح والديمقراطية والتطور ما هي إلا شواهد على هذه الحالة المتميزة التي أبهرت العالم فذلك ليس بغريب ولا بجديد على الاردنيين.
خطاب الملك كان السهل الممتنع فبساطة الكلمات وقربها من الشارع دلالة واضحة على استقرارها في قلوب الشعب لأنها جاءت من القلب فوصلت الى كل القلوب كبارا وصغارا وعلى المستويات الفكرية والسياسية والثقافية وطبقات المواطنين كافة فجاءت كلمات جلالة تتويجا للمشهد الأردني بمعان الهبت المشاعر وشفت الصدور.
"الراي"